قائمة المحتوى
السعودية تمهد لجعل إسرائيل محور استراتيجي تجاري بديل لمصر
وفقًا لموقع neomsaudicity الموقع الرسمي لمشروع نيوم السعودي، والموجه للمستثمر الأجنبي.. وفقًا لهذا الموقع أعربت شركات إسرائيلية عن عزمها على الاستثمار في مشروع مدينة نيوم السعودية، الذي أعلنت عنه ولي عهد محمد بن سلمان، ومن المقرر أن يقام المشروع على مساحة 26.000 كيلومتر مربع وتطل على البحر الأحمر.
تعتزم شركات القطاع الخاص الاسرائيلية الاستثمار في المدينة التي سيتم بناؤها في منطقة قريبة نسبيا من الحدود الإسرائيلية.. وزعم الموقع أن هنالك تقارير تقول أن روسيا والصين – وكلاهما متورطان في المشروع – مهتمتان بمساهمة اسرائيل في المشروع.

أكبر أهداف نيوم الاستغناء عن قناة السويس لصالح إسرائيل
وفقا للتقارير المشار إليها فيما سبق تسعى روسيا والصين إلى ضم إسرائيل، التي لديها منفذ إلى البحر الأحمر والبحر الأبيض المتوسط، وبالتالي نقل الصادرات عبر شبكة السكك الحديدية في إسرائيل، مما يوفر تكلفة الإبحار حول سيناء وتكلفة قناة السويس المصرية.
ومن هنا نرى ونعرف الأسباب الخفية وراء التعاون والتحالف الغير مسبوق بين الإدارة السعودية ونظيرتها المصرية، ونعرف سر التفريط والتنازل عن تيران وصنافير لصالح مشروع نيوم.
هل قدم السيسي ضمانات مشروع نيوم قبل 30 يونيو؟
من الواضح أن الإدارة الأمريكية كانت راضية للغاية عن الانقلاب العسكري في 30 يونيو.. والذي يرجع إلى التسجيلات القديمة سيجد أن عبد الفتاح السيسي قال صراحةً لقوى المعارضة (لو الجيش اتدخل، قولوا على مصر يا رحمن يا رحيم).. فما الذي غير موقف الرجل، وجعله يتدخل في شؤون السياسة، بس يتربع على العرش مخالفًا بذلك ظنون بعض رجالات فريقه الذين كانوا يظنونه قد حرك الجيش مخلصًا للوطن، ومخلصًا إياه من سيطرة جماعة الإخوان المسلمين؟.. الفريق أحمد وصفي قال جملته الشهيرة (لو الجيش خد أي مكاسب أبقوا قولوا على ده انقلاب عسكري). مما يؤكد أن الرجل لم يكن على علم بخيوط المؤامرة، ومؤكد معه آخرون.
كل ما سبق تمت صياغته بألف طريقة طوال الأعوام الثمانية الماضية، فما الذي يجعلنا نعيد طرحه على الطاولة مرة أخرى؟!.. من الواضح عزيزي المواطن العربي أن عبد الفتاح السيسي لم يكن قد تلقى التعليمات من الأمريكان حين أعلن رفضه التام لتدخل الجيش في شؤون السياسة، ولا نستبعد أن الأمريكان أو الإسرائيليون قد طلبوا من إدارة الدكتور محمد مرسي تحجيم دور قناة السويس لصالح إسرائيل على الجانب الآخر.. ولكن هذه الإدارة قد رفضت ذلك، ونذكر هنا مشروع تطوير قناة السويس الذي طرحته إدارة مرسي.. فما كان من الأمريكان إلا أن لجوا لما يسمونه plan B وهو رجلهم المخلص، عبدالفتاح السيسي.
فاستغل المجلس العسكري آنذاك غضب المصريين من بعض تخبطات إدارة مرسي، وبمساهمة كبيرة من الإعلام الذي عمل على زيادة الفجوة بين الشعب والنظام، وتم تحريك الشارع ليسيطر السيسي على مقاليد الحكم، وينفذ الأجندة الصهيونية كاملة.
حين تم التنازل عن تيران وصنافير أندهش الكثيرون من وقاحة هذا الرجل حين قال: (مش عاوز كلام في الموضوع ده تاني).
واليوم تنكشف أمامنا خيوط اللعبة، ونصل إلى نهاية المؤامرة.. فبوجود السيسي وتنفيذ مشروع نيوم كما تخطط له المملكة، تنتهي قيمة مصر الاستراتيجية في المنطقة.
السعودية تحاول إنكار تواطؤها مع الصهاينة
حسب موقع نيوم قال مسؤول سعودي من القطاع الخاص، رفض الكشف عن اسمه، لوكالة أنباء الأناضول إنه من المستحيل الإعلان عن وجود إسرائيلي في المشروع السعودي، “ما دامت العلاقات الدبلوماسية العامة غير موجودة بين البلدين”.
ونحن هنا نضع أمام القارئ بضعة أسئلة هامة، لماذا يطرح الموقع هذا الرأي على استحياء دون الكشف عن هوية المسؤول، إلا إذا كانت الإدارة السعودية تمهد لفتح حوار عام وشامل حول التطبيع، حتى تستطيع في النهاية أن تمرره للمواطن العربي، وتخلق جيل جديد يعتبر الدولة الصهيونية واحدة من دول الجوار، دون وعي أو معرفة بتاريخ السطو والاحتلال، وبالعداء القائم على دماء الشيوخ والأطفال.
محاولة إقناع المواطن العربي بضرورة التطبيع
يمتد المشروع من شمال غرب المملكة العربية السعودية إلى العقبة والأردن وشمال شرق مصر ، حيث تعد المنطقة نقطة عبور للتجارة بين الشرق والغرب..
المسؤول السعودي (الذي رفض ذكر اسمه فيما سبق) لم ينفي تفوق إسرائيل في القطاعات التي يستهدفها المشروع، وقال ردًا على هذا الأمر إن الرياض بدأت بالفعل محادثات مع شركات دولية للعمل على المشروع!
رجل أعمال إسرائيلي: هناك فرص عمل للشراكات الإسرائيلية في نيوم
لكن صحيفة جيروزاليم بوست نقلت عن رجل الأعمال الإسرائيلي البارز إيريل ميرغاليت قوله إن هناك فرص عمل لشركات إسرائيلية في المشروع.
وقالت مارجليت – التي زارت دول الخليج مؤخراً: “إن ما لا يفهمه القادة السياسيون هو أن الأمور لن تحدث (تقصد تطبيع العلاقات) ما لم تكن هناك فرص اقتصادية مشتركة”.
وقال مارجليت: “الأمير محمد بن سلمان خرج بمشروع للتعاون الإقليمي.. إنه يعطي دعوة للإسرائيليين للتحدث عن التعاون الاقتصادي الإقليمي من خلال مفهوم الابتكار”.
قال هاني العلمي، وهو رجل أعمال بارز في قطاع الاتصالات الفلسطينية، إن الشركات الإسرائيلية قادرة على دخول NEOM عندما تريد، وذلك بفضل الأدوات التي تمتلكها.
قال العلمي، مزود خدمة الإنترنت في فلسطين، إن الشركات الإسرائيلية لديها أفضل الأدوات لصناعة التكنولوجيا المستقبلية، والتي هي محور NEOM.
وقال: “ستحظى الشركات الإسرائيلية ذات الجنسيات الأجنبية على الأقل بحضور في المشروع القادم.. الشركات الإسرائيلية متفوقة في الفضاء السيبراني وإنترنت الأشياء التي تغزو العالم اليوم”.
فتح المجال لحوار عربي حول التطبيع خيانة للقضية
كل التصريحات السابقة نقلت عن موقع نيوم الرسمي.. فما الذي ترمي إليه المملكة إذ تنفي التطبيع مع الصهيونية على لسان مسؤول في القطاع الخاص رفض ذكر اسمه، ثم يعود المسؤول نفسه ويرمي تصريحات مائعة، وفي النهاية تطرح وجهات نظر لبعض الشخصيات التي تؤيد التعاون والتطبيع مع الجانب الصهيوني؟!
من الواضح أن إدارة المملكة مكلفة بفتح حوار حول طبيعة التطبيع، وهذه لا تعد خيانة للقضية العربية والإسلامية فحسب.. وإنما هي خيانة للذين ضحوا بأرواحهم من أجل أن نحيا بكرامة.