الرياضة

الرياضة في نيوم تغسل الوجه القبيح لنظام محمد بن سلمان

تعد الرياضة جزء أساسي من مشروع نيوم السعودي.. وقد كانت وستظل أحد أهم الركائز الأساسية لخظة محمد بن سلمان المسماه رؤية 2030.

“الرياضة هي أحد أدوات التغيير الاجتماعي الإيجابي، فلديها القدرة على كسر الحواجز الاجتماعية وتعد متنفسًا ترفيهيًا هامًا للغاية في المجتمعات التي تخضع لحكومات دكتاتورية.. لذلك تعمل السعودية على جعل نيوم أحد مراكز العالمية المؤسسة والمستقبلة للفاعليات الرياضية”.

الرياضة في نيوم متنفس ترفيهي للطبقة الحاكمة

هناك نبرة سخرية سادت المجتمع الغربي في السنوات الأخيرة من النظام السعودي الذي يطمح في بناء المستقبل، وفي الوقت نفسه يمارس القمع والتعذيب ضد المواطنين في المملكة.

النظام السعودي طالما كان قمعيًا ووحشيًا، ولكن هذه الوحشية زادت مع تولي محمد بن سلمان مقاليد الحكم في البلاد، وهو الرجل نفسه الذي طالما يعد بتنمية غير مسبوقة.. وهذا التناقض هو ما جعل محمد بن سلمان بشكل خاص، والنظام السعودي بشكل عام مسارًا للسخرية.

النظام السعودي نفذ أحكام الإعدام وفق أحكام قضائية (مثل الحكم بإعدام 37 شخص من المعارضة في إبريل 2019)، ونفذ أيضًا قتل العصابات (جمال خاشقجي نموذجًا).

النظام أصبح يعدم أي شخص حتى يفكر في إجراء “تغيير اجتماعي إيجابي” مما يجعل هذه المنطقة من العالم أشبه بالكابوس الدائم، فكيف تصنع مدينة ترفيهية في وسط كل هذا الظلام الدامس؟!

هناك سبب لتفاخر نيوم بأجندتها الرياضية – وهو شيء وصفه العديد من خصوم النظام بأنه “غسيل رياضي”.

في مقال نشر على موقع Bloomberg.com قال الأكاديمي مداوي الرشيد: “إنها استراتيجية القوة الناعمة لإبراز وجه ألطف.. إنهم يستخدمونها للتغلب على بعض العيوب الخطيرة التي ظهرت على السطح”.

أحد أسباب العمل على إبراز المملكة العربية السعودية كوجهة رياضية عالمية، هي أن النظام – بقيادة الحاكم الفعلي ولي العهد محمد بن سلمان – يريد أن يشتت انتباه المستثمرين والسياح في العالم عن ممارسات النظام الوحشية، وحربه الدموية في اليمن، واضطهاد المعارضين في جميع أنحاء العالم، ناهيك عن رجال القبائل الذين طردوا من أراضيهم لإفساح المجال أمام نيوم.

الرياضة في نيوم
الرياضة في نيوم

الرياضة جزء رئيسي من رؤية 2030

تعد نيوم محاولة لفتح المملكة العربية السعودية للاستثمار بعيدًا عن اعتمادها على النفط، ويضع العاملون على المشروع الرياضة في مستهل أولوياتهم.. ويأتي ذلك في أعقاب محاولات المملكة جلب الأحداث الرياضية الكبرى في السنوات الأخيرة، تلك المحاولات التي حققت مستويات نجاح متباينة.

شهد عام 2020 في بدايته استقبال رالي داكار بالسعودية، وهو حدث مسابقة السيارات في الأراضي الوعرة، تنظمه ASO.. وقد كانت صحراء السعودية هي المضيف له في هذا العام، وكانت هذه محاولة لجذب جمهور دولي إلى هذه الأرض، وإشارة إلى أنها أصبحت أكثر انفتاحًا عل العالم، وأكثر استعدادًا للمنافسة..

لا يدخر النظام جهدًا في دفع الأموال الطائلة من أجل تأسيس ودعم هذا الغسيل الرياضي.. وقد قدمت جائزة قيمتها 20 مليون دولار في سباق الخيل والذي يتوج الفائز فيه بـ “الكأس الملكي”.

الغسيل الرياضي لا ينجح دائمًا

لكن الفضائح تطارد المملكة.. فعندما سمح الاتحاد الملكي الإسباني لكرة القدم لفريقي ريال مدريد وبرشلونة وآخرين بالتنافس في مباريات على الأراضي السعودية، رفض التلفزيون الرسمي الإسباني بث المباريات، احتجاجًا على سجل المملكة المروع في مجال حقوق الإنسان.

كما رفض أسطورة الجولف تايغر وودز أن يكون جزءًا من البطولة السعودية الدولية، على الرغم من أن السعودية عرضت 3 ملايين دولار للحضور، في حين قال زميله لاعب الجولف روري ماكلروي إنه رفض العرض السعودي لأسباب أخلاقية.

لا شك في أن أولئك المدعوين للمشاركة في الأحداث الرياضية في نيوم ستتاح لهم الفرصة للفوز بجوائز مالية ضخمة ومدفوعات الحضور.. لكن سبب الكرم الواضح للنظام هو أنه سيتم استخدام هؤلاء الرياضيين كدعاية لتظهر للعالم مدى – بشكل غير مباشر – مدى دعم كل هؤلاء النجوم للنظام الوحشي، وأنا الجميع يغضون الطرف عن ممارسات آل سعود القمعية.

سوف يلعبون على أرض مسروقة من رجال القبائل، الذين عاشوا هناك لفترة أطول بكثير من الدولة السعودية والذين أجبروا الآن على ترك أراضيهم بمزيج من الرشاوى والإرهاب.

إنهم سيوفرون غطاءً من الشرعية، والاحتفاء العالمي بنظام يقوم ببتر الأطراف بشكل روتيني كجزء من ما يسمى نظام العدالة الجنائية السعودية.

وسوف يساعدون في خلقون وهم الدولة العلمانية الحديثة التي تتسع للجميع، ويساهمون في صرف نظر العالم عن أهوال أحد أكثر الأنظمة وحشية على هذا الكوكب.

فهل تنجح دولارات السعودية في قتل الضمائر أم يصبح تايغر وودز نموذجًا يحتذى به؟