مصير الحويطات.. ألم يحن لابن سلمان أن يصحح أخطائه في الداخل أيضاً!

مصير الحويطات.. ألم يحن لابن سلمان أن يصحح أخطائه في الداخل أيضاً!

مصير الحويطات.. ألم يحن لابن سلمان أن يصحح أخطائه في الداخل أيضاً!
مصير الحويطات.. ألم يحن لابن سلمان أن يصحح أخطائه في الداخل أيضاً!

مصير الحويطات.. ألم يحن لابن سلمان أن يصحح أخطائه في الداخل أيضاً!

على خلاف الأعوام السابقة، بدأ محمد بن سلمان هذا العام محاولاً إصلاح علاقات المملكة بالوسط المحيط بها وكسب حلفاء جدد، متنازلاً بذلك عن تكوين مزيد من الأعداء، وهو المجال الذي نجح فيه بقوة على المستويين الخارجي والداخلي منذ تولى إدارة شؤون البلاد كونه ولياً للعهد.

بن سلمان والحويطات

القرار بمصالحة قطر دليل كبير على هذا النهج الجديد الذي يبدو أن بن سلمان سيسلكه مستقبلاً، وعلى الرغم من فائدة هذه الخطوة التي يرى البعض أنها تحسب له كونه يحاول إصلاح ما أفسده على مدار الأعوام السابقة، فإن آخرين يرون أنها ليست كافية لتشفع له أمام سيل انتهاكاته أخرى في حق الكثيرين في الخارج والداخل، ولاسيما الداخل، الذي حوله إلى سجن كبير ومقصلة لإعدام حرية الرأي والتعبير، بل وحتى التفكير.

المصالحة الخليجية والحويطات

ومع هذا السعي الحثيث لتحسين الصورة خارجياً، لا يزال البعض يتساءل عن الوقت الذي سيمن بن سلمان فيه على شعبه ويحاول إصلاح ما أفسده في حياتهم كما يحاول جاهداً أن يفعل في الخارج، وهي خطوات بالمناسبة لا زالت موضع تشكيك لدى البعض الذين لا يؤمنون بحسن نواياه أبداً.

منذ توليه ولاية العهد، وهو يعيث في الأرض فساداً، يعتقل ويختطف ويهدد ويقمع كل مغرد خارج سربه، بل وكل مغرد في سربه دون إذن منه، فالسجون السعودية مكتظة بالإصلاحيين رجالاً ونساء، والذين لم يكن لهم جرم سوى أن أرادوا دولة ديموقراطية يُمنح فيها الجميع حقوقهم، وهي مطالبات تتفق تماماً مع رؤى بن سلمان، لكن لأنها لم تخرج عنه ولن تنسب له، فليسحق كل من فكر بها قبله.

وعلى الرغم من هذا القمع النابع عن عقلية مراهقة، فإن لابن سلمان جرائم أشد بشاعة ووحشية في المملكة، كما الذي فعله مع قبيلة الحويطات على سبيل المثال، تلك القبيلة العربية التي تسكن أراضي الخريبة منذ مئات السنين، لا يعرف سكانها وطناً آخر، ولن تحتويهم أرض أخرى إذا ما تفرقوا كما يرغب بن سلمان.

قبيلة الحويطات تحذر حكومة السعودية من ترحيلها بسبب "نيوم" - تركيا العثمانية

من المعلوم للجميع أن أبناء قبيلة الحويطات يتعرضون لجريمة تهجير قسري ضخمة كي يتسن لأصحاب نيوم إتمام بنائها، إذ يجب إجلاء نحو 20000 شخصاً للاستيلاء على أراضيهم التي أوقعها الحظ العاثر في خارطة نيوم بن سلمان، وعلى الرغم من إمكانية التخلي عن هذا الجزء من الخطة واستبداله بقطعة أخرى، أو ضمه للمدينة دون التعرض لأهل الأرض بسوء، يأبى بن سلمان ونظامه إلا أن يضع يده عليها، ويفعل في سبيل ذلك كل الجرائم الممكنة والتي قد ترقى لإبادة جماعية لأبناء القبيلة إن لم يلينوا الجانب ويتنازلوا عن أراضيهم.

خطط بن سلمان الإصلاحية، والتي من ضمنها بالتأكيد اتفاقية الصلح الخليجية، لا زالت تتسم بالازدواجية والتناقض، فمن جهة يروج لنفسه بأنه القائد المصلح المجدد، ربان مبادرات السلام وزعيم استقرار المنطقة، ومن جهة أخرى يرفض التخلي عن أي مظهر من مظاهر القمع والاستبداد التي يرسخ بها قواعد حكمه، ويظن أنه بتلك الطريقة يبني قواعد مجده الزائف.

ومع ذلك، لا يمكن لأحد أن يقلل من أي مبادرة صلح، فالصلح خير، ولا يمكن أبداً التحقير منه، ولكن، أليس من حق أبناء الشعب السعودي أن ينعموا بهذا الخير أيضاً، أليس من حقهم أن يضعهم ولي الأمر -حاكمهم الفعلي- في اعتباره ويحاول أن يصلح ما بينه وبينهم كي لا تتمزق البلاد بين شقاق أبنائها، أليس من حق أبناء الحويطات أن يلتفت إليهم ولي عهد عرش المملكة، التي هم جزء منها كما هي جزء منهم، وأن يضمن لهم حياة رغدة في وطن آمن، ألم يحن لابن سلمان أن يصحح أخطائه في الداخل أيضاً!

اقرأ أيضًا: نيوم .. المدينة الترفيهة على أشلاء أبناء السعودية

شارك المقالFacebookXEmailWhatsAppLinkedIn
اترك تعليقاً