لماذا يرفض السعوديون نيوم بن سلمان؟

في تقرير لها حول مستوى قبول الشعب السعودي لمشاريع ولي العهد محمد بن سلمان التابعة لرؤيته 2030، وأبرزها مشروع المدينة الضخمة- مدينة نيوم، المقرر بنائه على أرض سعودية مصرية أردنية، بمشاركة إسرائيلية، كشفت صحيفة لوموند الفرنسية، أن غالبية الشعب السعودية يرفض رؤية ولي العهد، ويرفض بشكل قاطع مشروع مدينة نيوم، والذي يبذل فيه بن سلمان كل جهده ومقدرات الدولة في الفترة التي تعصف بالمملكة أزمة اقتصادية هي الأولى في حدتها.

و أرجعت صحيفة لوموند أسباب رفض السعوديين لمشروع ولي العهد محمد بن سلمان، مدينة نيوم العالمية، والتي ستمتد على طول البحر الأحمر بتكلفة 500 مليار دولار، أسباب رفض السعوديين مشروع مدينة “نيوم” السياحية الكبرى، إلى عدة أسباب، أهمها، الأزمة الاقتصادية التي تمر بها المملكة والتي عادت بالسلب على الواقع المعيشي للمواطنين، بعد أن ضربت أمواج الغلاء كل قطاعات المعيشة: الوقود والمواد الغذائية والخدمات الحكومية، وكل ما يمس حياة المواطنين، كما زادت قيمة الضرائب على كاهل المواطن السعودي، وتم تخفيض الرواتب بعد اقتطاع البدل الذي كان يتقاضاه الموظفين، فضلاً عن الإعلان عن حالة تقشف.

كذلك ذكر التقرير أن حالة التحول المجتمعي التي يريد بن سلمان أن يخطو نحوها بالمجتمع لا تليق بمكانة المملكة ولا أعراف المجتمع وأخلاقياته، فضلا عن الممارسة الديكتاتورية والتي تهدف إلى بث الخوف والفزع في قلوب المواطنين وعزلهم عن واقع ممارسة الأنشطة المجتمعية والخدمية من خلال الجمعيات، بعدما باتت التهمة الأوسع توجيها للمعتقلين هي تقديم الدعم والإغاثة للمواطنين السعوديين وغير السعوديين، وهو ما اعتبرته السلطات خطرا يهدد الأمن القومي للمملكة.

تشريد قبيلة الحويطات من أجل نيوم

أرجع تقرير الصحيفة السبب الأخير في رفض المجتمع لمشروع نيوم، إلى ما مارسته الأجهزة التابعة لولي العهد من انتهاكات بحق أهالي منطقة نيوم والذين يتبعون قبيلة الحويطات، حيث قامت السلطات باعتقال عدد كبير منهم، بعد قتلها عبد الرحيم الحويطي، والذي بات يلقب بشهيد نيوم ، بعدما رفض مغادرة وتسليم منزله للسلطات السعودية على رغم مداهمتهم المنزل بالجرافات والقوات الأمنية، وهو ما دفع عبد الرحيم إلى نشر مقطع مصور له عبر خدمة البث المباشر على الفيس بوك، قال فيه إنه لن يخرج من بيته ولو قتله السلطات السعودية، وهو ما لم تكذبه الأجهزة الأمنية في المملكة، حيث قامت بتصفيته بزعم أنه ينتمي إلى جماعات إرهابية مسلحة.

كما تناولت الصحيفة أزمة كورونا في المملكة السعودية متهمة ولي العهد السعودي بعدم الاهتمام بمحاربة الأزمة ولا صحة شعبه، والتفرغ الكامل لشن حرب على المعارضة السياسية والمجتمعية لرؤيته، والتي لم يسلم منها ناشطا ولا أكاديميا ولا داعية ولا عالما، حيث عصفت بكل من ظن ولي العهد أن لهم رأي يخالف رأيه ولو تكتم عليه دون أن يعلنه، كما أشارت الصحيفة إلى علاقة ولي العهد بدولة الاحتلال الصهيوني، والتي اعتبرت أنه يقوم بتجهيز الأرض في مدينة نيوم لتحقيق مزيد من التقارب بين الشركات الإسرائيلية والعربية، وعلى الأخص السعودية، لتطبيع العلاقات بينهما مستقبلا على كافة المستويات.

اقرأ أيضًا: نيوم حلم اليهود في شرق أوسط جديد