إنجازات نيوم
على غرار إسرائيل، تصلب مدينة نيوم عودها على حساب قبيلة عربية عتيقة رعى أبناؤها الغنم بالمنطقة على مدى قرون، لتجد السعودية نفسها اليوم في مواجهة مع ماضيها، وباتت قبيلة سعودية عريقة في خطر الاندثار لبناء مشروع يعبر عن غرور زعيم في البلاد على حد وصف صحيفة “إندبندنت” البريطانية.

الصحيفة البريطانية نشرت تقريرا أعده كل من بورزو دراغاهي وبيل ترو، قالا فيه إن ما يقف أمام هذا المشروع الغريب الذي يعبر عن الغرور، هي قبيلة سعودية عتيقة، قبيلة الحويطات التي رعى أبناؤها الغنم بالمنطقة على مدى القرون. وتقول الصحيفة إن السلطات السعودية التي مضت بالمشروع قامت في الأشهر الأخيرة باعتقال وملاحقة بل وقتلت أبناء العشيرة لأنهم تساءلوا عن جدوى المشروع أو لأنهم رفضوا بيع أرض أجدادهم للدولة.
ونقلت الصحيفة عن الناشطة السعودية في مجال حقوق الإنسان في لندن علياء أبوتايه الحويطي، وتتحدث باسم القبيلة: “عندما بدأوا بنيوم بداية 2016 وعدهم محمد بن سلمان أن يكونوا جزءا منها والمشاركة في بنائها وتطوير المنطقة” و”في 2020 أجبروا على ترك الأرض بدون مكان للإقامة فيه. وعندما تفتح فمك وتقول شيئا على منصات التواصل الاجتماعي تختفي من على وجه الأرض”.

وتعتبر قبيلة الحويطات التي تتوزع فروعها على مصر والأردن وفلسطين والسعودية من أكثر التجمعات السكنية تعرضا للقمع والوحشية. وتم اعتقال فردين من القبيلة يوم الخميس الماضي، وتم أخذ أحدهما من الجامعة في محاولة لإسكات القبيلة كما تقول الحويطي. وتعلق الصحيفة أن القمع بعد عامين من اختطاف وتعذيب وتقطيع جثة الصحافي جمال خاشقجي زاد بشكل كبير.
ودعا أفراد القبيلة الأمم المتحدة للتحقيق في مأزقهم وقالوا إن ما تقوم به المملكة العربية السعودية يصل إلى حد تدمير جماعة محلية. وجاء في بيان للقبيلة: “بعيدا عن أشرطة الفيديو الترويجية لنيوم وتزعم أنها “أرض عذراء” فإن قبيلة الحويطات تعيش في أجزاء كبيرة من الأرض منذ مئات السنين”. ورغم البطء في تنفيذ المشروع بسبب الوضع الاقتصادي العالمي إلا أن السلطات السعودية تواصل طرد أبناء قبيلة الحويطات من أراضيهم.

وتضم 13 قرية على طول البحر الأحمر. وقتل عبد الرحيم الحويطي أحد أبناء القبيلة في إبريل في مواجهة مع السلطات السعودية بعد رفضه الانتقال من أرضه. وتقول عالية الحويطي التي كانت فارسة محترفة عملت مع الملياردير السعودي الوليد بن طلال إنها تلقت تهديدات متكررة لدفاعها عن قبيلتها. وحذرت مرة بأنها ستلاقي نفس مصير جمال خاشقجي. وجاءتها رسائل من أشخاص يهددون باختطافها وقلع عينها وتذويبها في الأحماض.

وتقول الحويطي إن القبيلة وعدت بالحصول على تعويضات مجزية من المشروع ولكن السلطات “غيرت رأيها” بعد ذلك وقررت ملاحقة الحويطات وطردها من أرضها. وتقول: “يقوم ولي العهد بإجبار الناس على الخروج من أراضيهم، بالتخويف والترهيب”. وتضيف: “تبنى نيوم على عظامنا ودمائنا”.
وتعرض السلطات مبالغ زهيدة للعائلات كي تخرج من أراضيها، ولا تتجاوز 3.000 دولار. ولم يقبل بالعروض إلا واحدا من كل 30 عائلة. ولجعل حياة الناس لا تحتمل أغلقت المدارس وقطع التيار الكهربائي واندلعت النيران بشكل غامض في الممتلكات.. وتشير أيضا: “يقولون إن عليك القبول بالعرض وإن لم تقبل فستطرد ولن تحصل على فلس” و”الجو بشكل عام مخيف ومرعب”. ولم يصدر عن السلطات السعودية الكثير حول عمليات الطرد للحويطات ولكنها قالت في حادثة عبد الرحيم الحويطي إنه هو الذي فتح النار أولا على قوات الأمن التي اضطرت للرد.
اقرأ أيضاً: هل تُغير نيوم صورة مملكة القرون الوسطى في الإعلام الغربي