خلال الأيام الماضية صدر تقرير مخابراتي أمريكي يفيد بأن ولي العهد السعودي محمد بن سلمان قد وافق وفقا للخطة التي وضعها فريق اغتيال الصحافي السعودي جمال خاشقجي في قنصلية المملكة السعودية في إسطنبول على اعتقال وخطف خاشقجي، أو قتله إن تطور الأمر لذلك، لأنه كان يرى في كلماته التي كانت ضمن مقالاته في الواشنطن بوست خطرا على صورته أمام العالم، لكن مسؤولون سعوديون نفوا صحة التقرير، رافضين اتهامات المخابرات لولي العهد السعودي بأنه كان على علم بخطة الاعتقال أو القتل.
في السياق نفسه قال خبراء اقتصاديون أن ولي العهد الذي انزعج مما جاء بالتقرير الأمريكي متعجبا لكل تلك الضجة التي أثارتها إدارة بايدن حيال قتل الصحافي جمال خاشقجي، قد يعاني الفترة القادمة من آثار اقتصادية خاصة إذا تطور الأمر لفرض عقوبات أمريكية عليه بصفته مشترك في الجريمة، لأن هذا سوف ينقلب على موقف من ما زالوا يفكرون في الاستثمار في نيوم، ويؤكد صحة وجهة نظر المستثمرين المنسحبين من البداية، الذي رأوا أن المشروع غير واقعي، وأن مقتل خاشقجي إن مر أيام ترامب فلن يدوم السكوت عليه وعلى غيره من الانتهاكات التي تمارس بحق كل ذي رأي على أرض المملكة العربية السعودية.

وكان المكتب الإعلامي لمشروع نيوم قد أصدر بيانا قبل صدور التقرير المخابراتي الأمريكي بأيام قال فيه إن مشروع نيوم قد جذب خلال الفترات الأخيرة اهتمام المستثمرين محليا وعالميا، وأن الإدارة بصدد إجراء مباحثات واسعة مع الراغبين في الاستثمار من مختلف القطاعات المتحمسة للمشاركة في المشروع، وهو ما اعتبره محللون اقتصاديون محاولة بئيسة لتجميل الصورة لاسيما مع كشف موقف الإدارة الأمريكية الجديدة من ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، وهو ما اتضح للعيان بعد نشر التقرير الاستخباراتي الأمريكي.
وكانت وكالة نيوم قد طلبت من المسؤولين السعوديين ومن مكتب مدينة نيوم الإعلامي ردا على توقعاتهم لما قد يحدثه التقرير الاستخباراتي الأمريكي بشأن قتل فريق مخابرات المملكة للصحافي السعودي جمال خاشقجي، إلا أنها وفي وقت لاحق قالت بأنها لم تتلق أي رد، وأن المسؤولين في المملكة العربية السعودية امتنعوا عن الاستجابة لطلب الوكالة، لكن تكهنات إعلامية تقول بأن نيوم مستمر وولي العهد مصر على الاستمرار فيه، وكأنه رفع شعار يموت الجميع ويحيا نيوم.

نيوم مدينة الحالمين كما أطلق عليها محمد بن سلمان ولي العهد السعودي أيام انطلاق المشروع في العام 2017، لكن سرعان ما توقفت أعمال التشييد والبناء داخل المشروع، بعد اعتقال العشرات من أبناء قبيلة الحويطات، وقتل أحد أفرادها لإجبار قبيلة الحويطي على التنازل عن أرضهم وديارهم على رغم وجودهم في المنطقة منذ ثمان قرون، وعلى رغم الدماء التي سالت، وأوجاع أهالي المعتقلين والمهجرين قسريا إلا أن ولي العهد لا زال يعد بمدينة أكثر إشراقا وبهجة.
وعن أعضاء مجلس إدارة نيوم فإن المكتب الإعلامي للشركة لم يعلن حتى الآن قائمة بأسمائهم، أو حتى مجرد الإفصاح عنهم.
تقارير اقتصادية عدة قالت بأن المشروع الذي يحلم ابن سلمان بالانتهاء منه من المستبعد أن يتحقق على أرض الواقع، وأن أقرب إلى أن يبقى حلما له، مثلما جرى في مشروعات أخرى ضخمة أعلنت عنها الحكومة السعودية لكنها لم تتحقق على أرض الواقع
اقرأ أيضًا: نيوم: أول إنجازات “نيوم”.. قبيلة الحويطات العريقة تختفي من الوجود