نيوم بشر أفضل .. مجتمع أفضل .. شعار الحملة الدعائية لمشرو ع أو حلم ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، ونيوم هي كلمة مركبة من الكلمة اليونانية نيو وتعني الجديد والكلمة العربية المستقبل، أيمستقبل جديد، كما ظهر في للفيديو الترويجي للمشروع من خلال عرض لقطات بانورامية خلابة لجبال المنطقة ومياهها الزرقاء.
المشروع يهدف إلى إنشاء مدينة بمساحة دولة بلجيكا في أقصى الحدود السعودية المصرية الأردنية شمال المملكة العربية السعودية، ممتدة على ساحل البحر الأحمر.
وفقا للوثائق الاستراتيجية فإن تكلفته تبلغ ٥٠٠ مليار دولار أمريكي بما يعادل ٤٠٠ مائة مليار جنيه إسترليني، يرنو ولي العهد أن تكون شواطئ مدينته متوهجة في قلب ظلم ليل الصحراء والبحر، وأن يطلق لها قمرا صناعيا خاصا بها، وأن تعمل سيارات أجرتها بطائرات بدون طيار، وخادمون آليون يحلون محل العمال الآدميين، لتقوم بتنظيف المنازل والأماكن العامة داخل المدينة، كما يعمل على إنشاء موقع على طراز حديقة الجوراسي يضم سحالي متحركة، فضلا على الغزو التكنولوجي الذي يستهدفه محمد بن سلمان، بحيث تكون المدينة الخيالية جاهزة خلال عشر سنوات من إطلاقها، ليعمرها نسبة من السكان المستهدفين وفق تصريحات ولي العهد الذي أسماهم الحالمين من البشر.
أن يكون هذا المشروع مشروعا قوميا لدولة تنشد التقدم والمستقبل فهذا ممن يتمناه أي مواطن سعودي، لكن الواقع أثبت أمورا كثيرة أهمها في تقريرنا أمرين.

الأول أن هذه المدينة لن تكون لمواطني المملكة العربية السعودية والواقع الذي تشيد به القصور الملكية في المدينة الآن يثبت ذلك، ستكون مدينة ولي العهد وحلم عمره مدينة الحالمين من أبناء الأسرة الحاكمة، وممن يطوفون حولهم من أثرياء المملكة السعودية، فلا مصلحة للمواطن العادي في تلك المدينة لأنه لن يمكنه العيش فيها، ولا حتى العمل فيها، كما لا مصلحة له من دخلها إن كانت ستدر دخلا، إذ سيكون ريعها ذلك لولي العهد، وهذا يبين أن الخسارة الأكبر جراء هذا المشروع سيتحمل تكلفتها المواطن السعودية وحده، إذ تهدر فيها ميزانية دولة السعودية، وهو ما عاد بالأثر السلبي على المواطن والذي تمثل في انخفاض الرواتب وغلاء السلع والخدمات عليه، وهو ما بات يشكل ضغطا على كافة المواطنين تظهر آثاره كل يوم وآخر على المواطنين في المملكة.
الأمر الثاني في تقريرنا هو تأسيس تلك المدينة، أو لنقل تحقيق حلم ولي العهد ككابوس مفزع لأهل منطقة نيوم، وبخاصة قبيلة الحويطات، والتي يرجع نسبها إلى ما قبل تأسيس المملكة العربية السعودية، كما أن فروع القبيلة تمتد في الاراضي السعودية الأردنية المصرية، حيث عاشت أجيال وأجيال منها في شبه جزيرة سيناء، والآن يواجه ٢٠ ألف إنسان هم أبناء تلك القبيلة حالة قمع وترهيب شديدة من أجل إخراجهم من الأرض عنوة، دون تعويض مكافيء لحياتهم وذكرياتهم ومساكنهم وأراضيهم، بل يتم إجلاء أبناء قبيلة الحويطات دون أن يكون عنهم حتى ولو مجرد معلومات عن المكان الذي من الممكن أن يعيشوا فيه بعد عملية التهجير القسري التي تمارسها بحقهم سلطات ولي العهد السعودي محمد بن سلمان.
يعبر عن واقع تلك المأساة كلمات مختصرة قالتها علياء الحويطي، هذه المدينة تبنى على عظامنا، على دمائنا، وهو ما أثبته قتل السلطات في المملكة العربية السعودية لعبد الرحيم الحويطي الذي نشر مقطعا مصورا من خلال خدمة البث المباشر على السوشيال ميديا ليبين للناس ما تتعرض له أسرته من تهديدات لإجباره على ترك منزله ليتم هدمه، لكنه لم يكن يعلم أنه بهذا الفيديو يوثق لحظات حياته الأخيرة في الدنيا، حيث قتلته السلطات بزعم مقاومتها بالرصاص.
كذلك تأكدت كلمات علياء من خلال حملة الاعتقالات الواسعة التي شنتها السلطات السعودية بأوامر من ولي العهد الشاب وطالت الكثير من أبناء الحويطات، فضلا عن الممارسات المشينة بحق شيوخ القبيلة لإجبارهم على التنازل عن الأرض والسكن والمنطقة برمتها.
فأي خير ينتظره السعوديون من مدينة تبنى على جماجم وعظماء جزء منهم،لتحقيق حلم فتى مراهقا.
اقرأ أيضًا: نيوم: أول إنجازات “نيوم”.. قبيلة الحويطات العريقة تختفي من الوجود