بين أملج الساحلية، ومحافظة تبوك الساحلية، آلام وأوجاع متراكمة بسبب أفعال ولي العهد السعودي الشاب محمد بن سلمان، بعدما دشن رؤيته التي لم ينجز منها شيئا مما وعد به وهي تدخل عامها الرابع، لم تكن رؤية بن سلمان تهدف إلى تغيير وجه المنطقة التي ستقام فيها نيوم جغرافيا وحسب، وإنما سعى بكل قوته إلى انتزاع أهلها منها، بأسلحة التهديد والقمع والقتل والاعتقال والإجبار على ترك الديار والأرض قسرا.
عبد الرحيم الحويطي
في مثل تلك الأيام من العام الماضي، قامت قوات الأمن السعودية بقتل المواطن السعودي عبد الرحيم الحويطي بن قبيلة الحويطات بعد تمسكه بحقه الإنساني والقانوني بعد ترك أرضه وداره، ورفضه تهجير أهالي قرية الخريبة من أجل تحقيق حلم ولي العهد الشاب محمد بن سلمان، المسمى مشروع مدينة نيوم، والتي يستهدف بن سلمان من أجل إنشائها إزالة 700 بيت، دون النظر إلى حقوق أهلها، أو مراعاة أحوالهم وأوضاعهم وتاريخهم في تلك المنطقة، وارتباطهم بها وأبناءهم، وارتباط حياتهم المعيشية ومصدر أرزاقهم بتلك المنطقة.
في تلك الأيام آثار مقتل عبد الرحيم الحويطي، المواطن الذي تنبأ بإعدامه بسبب رفضه التهجير القسري، وخروجه وأبنائه من بيته وأرضه، موجة غضب عارمة في صفوف الحقوقيين والمغردين على صفحات مواقع التواصل الاجتماعي، تعاطف الناس مع الحويطي خاصة بعدما أصدرت الدولة السعودية بيانا قالت فيه أنه تم قتل عبد الرحيم في تبادل لإطلاق النار، إلا أن الفيديو الذي نشره عبد الرحيم قد وثق عملية مقتله وفضح كذب الحكومة.
مسألة وقت ليس إلا
الناشطون والمدافعون عن حقوق الإنسان، اعتبروا أنه ما فعلته القوات السعودية هو نوع من إرهاب الدولة بحق المواطن الذي لا قدرة له على مواجهتها سوى بسلاح الرفض والإصرار على حقه، كما غر آلاف بأن ما حدث مع قبيلة الحويطي سيتكرر كثيرا ما دام ولي العهد لم يجد من يصده عن إجرامه فى حق أبناء الحويطات، بعد أقدم بن سلمان على هدم منازلهم وتجريف أراضيهم من أجل مدينته وحلم حياته، متهما إياهم بأنهم تعدوا على أملاك الدولة، وهو ما جعلها تقوم بسحب تراخيص مبانيهم، كي لا يكون في أيديهم سندا قانونيا ضد ظلم الدولة وإرهابها، وقد أظهرت المقاطع المصورة التي قام الأهالي ببثها عبر صفحاتهم على مواقع التواصل الاجتماعي سوء المعاملة التي تتعامل بها الحكومة السعودية مع أبناء الدولة وكأنهم مستوطنين محتلين وليسوا أبناء الأرض والبلد، أو كأن ولي العهد السعودي ظن أنها توارث الوطن وأهله من أجداده لا كأنهم أصحاب حق فيه مثله وربما أكثر.
أين الخلل
تساءل المغردون أيام مقتل الحويطي أين الخلل؟ هل يمكن الخلل فى قوانين المملكة التي لا تحفظ للمواطن حقه، أم في الذين يقومون على تطبيقها؟ وخلصت آراء المغردين إلى أن الخلل الحقيقي في المسؤولين في الدولة، الذين يحمون الأسرة الحاكمة، ويسعون لتحقيق أحلام شاب مراهق ولو على حساب قتل أبناء شعبه، وتخريب ديارهم وسلب أراضيهم ومحو تاريخهم، بل وتحويلهم من مواطنين صالحين محبين لأوطانهم إلى قتلة ومجرمين معادين للسلطات وفق زعمهم.
الخلل فى امتلاك الشاب المتهور للقوة قبل أن يمتلك العقل والقدرة التي تأهله لأن يكون فى مكانه، الخلل فى الساكتين على الظلم والذين سيُصفهم ولي العهد رغما عنهم إلى جوار بعضهم بعضا مظلومين مقتولين، بعدما يمارس معهم ما مارسه فى حق الحويطات، وحين يريد أن يحقق حلمه الجديد بعد أن فرض على الحويطات كابوس نيوم المشؤوم.
اقرأ أيضًا: نيوم: مجتمع مستدام أم احتلال منمق!