مع إرغام المديرين التنفيذيين لمشروع مدينة نيوم التي أطلقه ولي العهد السعودي محمد بن سلمان على رأس قائمة مشروعات رؤية 2030 التي قال عنها بأنها سوف تغير وجه الاقتصاد في المملكة السعودية خلال السنوات القادمة، عاش أولئك التنفيذيون حالة من التندر على أوضاعهم، حيث لن يجدوا في صحراء تلك المدينة ما يعوض لهم مستقبل أولادهم في مدارسهم وصحبتهم، وكذلك ما يغنيهم عن علاقاتهم الاجتماعية التي سيتم قطعها بمجرد عيشهم في صحراء نيوم، حيث لم ير المديرون التنفيذيون في مدينة ولي العهد أكثر من مجرد مدينة عقارية جديدة، وفرت منافذ سياحية لبعض عائلات الخليج من الإماراتيين والبحرينيين غيرهم، أما ما تحدث عنه ولى العهد يوم أطلق نيوم فهو بالنسبة إليهم محض خيال، وبذلك تتوافق رؤى المتخصصين عالميا والتنفيذيين محليا، لتثبت أن نيوم ليس سوى حلم لولي العهد وكابوس للشعب يستنفذ مقدراته المالية بعدما أعلن ولي العهد عن تكلفة المشروع والتي بلغت 500 مليار دولار من ميزانية الصندوق السيادي للملكة، دون أن يعود عليه بفائدة في ظل تراجع الاستثمارات في المشروع.
وفي مقابلة له مع “بلومبيرغ” بعد حادثة اغتياله للصحافي السعودي جمال خاشقجي في قنصلية المملكة في إسطنبول، قال ولي العهد السعودي عن نيوم إنها “أول مدينة في المنطقة سنسميها نيوم ريفيرا، سينتقل إليها معظم الموظفين، وستكون موجودة في 2020، وأنا أضغط لإنجازها في 2019″، كما أوضح في المقابلة نفسها، أن 12 مدينة سيتم بناؤها في خمس سنوات! وتحدّث عن مفاجأة في فبراير 2019 الماضين لكن الطبيعي هو ما جرى حيث لم يعلن ولي العهد عن أي مفاجأة للشعب السعودي، اللهم إلا إذا كان يقصد التراجع في دخل المملكة، وتأخر إنجاز نيوم.
دماء الحويطي
حين تستعمل محركات البحث العالمية والمحلية عن مشروع مدينة نيوم، لابد وأن تصادف بقصة مقتل المواطن السعودي عبد الرحيم الحويطي، الذي خرج في مقطع مصور وأعلن عن نية السلطات قتله في داره، لأنه رفض الخروج منها، وترك أرضه والانصياع لقرار التهجير القسري لقبيلة الحويطة صاحبة التاريخ الممتد في أرض المملكة لأكثر من ثمانية قرون، وبالربط بين إجرام السلطات في قتل مواطن سلمي في منزله ثم اتهامه بالإرهاب، وبين المدينة التي حلت عليها سنة 2021 دون أن نرى فيها روبوتات متحركة في صحراء نيوم، ولا سيارات طائرة، أو ذاتية الدفع، ستعلم أن اتهام المواطنين بالإرهاب، لا يختلف تماما عن وعود الأمير الشاب بتطوير المملكة وإثراء أهلها وتجديد مستقبل اقتصادها، ستتيقن أن هذا وذلك محض وعود كاذبة واتهامات باطلة.
اقرأ أيضاً: مجلة لوبان الفرنسية .. قريبا نيوم على رأس قائمة المشروعات الفاشلة لولي العهد السعودي