أزمة إهدار الطعام في المملكة العربية السعودية ليست جديدة فقد ظهرت مع العام 1992، لكنها تفاقمت في الفترات الأخيرة على رغم ارتفاع نسب الفقر، كما أنها الأزمة ليست دليل ثراء الشعب كما يظن البعض ويروج الإعلام، بل عدها المتخصصون دليل الطبقية الموجودة في المجتمع الذي باتت نسب الفقر فيه ترتفع مع مرور الأيام، ففي إحصائية أصدرتها “جمعية إطعام” عن جمع الطعام المهدر في بعض مدن المملكة العربية السعودية وهي (الرياض، وجدة، والدمام، والجبيل، والقطيف، والأحساء) كشفت الجمعية عن أن جملة ما احتفظت به من الوجبات المهدرة، بلغ نحو ثلاثة ملايين ومئتي ألف وجبة، خلال عام 2017، لكنها لم تكشف عن القيمة المالية التي تكلفتها تلك الوجبات عن إعدادها.
في السياق نفسه ووفقا لما جاء في جريدة سبق السعودية، قالت جمعية “إكرام” لحفظ الطعام بمدينة مكة المكرمة، أن جملة ما جمعته من طعام مهدر خلال شهر بلغ 49 طناً، وقدرت الجمعية القيمة التقديرية لتكلفة إعداد تلك الوجبات بما يزيد عن 886 ألف ريال
دراسات صادرة عن جهات موثوقة قالت أنه قد تم إلقاء أكثر من 72% من اللحوم الطازجة كفضلات في المملكة العربية السعودية، بسبب عدم حسن استخدامها أو تناولها، بسبب الإهدار الزائد في الحفلات والمناسبات.
نورة العجمي رئيسة جمعية “خيرات” قالت إن عدد الوجبات المهدرة في المملكة العربية السعودية يوميا بلغ ثمانية ملايين وجبة، بما قيمته المالية قرابة 70 مليون ريال، مبينة أن هذه الكمية من الطعام المهدر تكفي لإطعام سكان مدينة الرياض كافة.
دلائل الفقر
وفقا لدراسات عالمية جاءت المملكة العربية في المرتبة الأولى عالميا من حيث استهلاك الحبوب، بما يمثل نسبة عالية في الإهدار دون الاستخدام الأمثل من مواطنى الدولة كافة، وهو ما أثبته نفس استخدام الخضروات في المملكة السعودية والتي جاءت في المرتبة الأخيرة عالميا في استهلاك الخضراوات، حيث بقياس عدد السكان إلى معدل الاستهلاك العالم جاءت نسبة المعدل قرابة ال65% مما يستهلكه المواطن عالميا، حيث بلغت حصة المواطن من الخضراوات عالميا 137 كيلو جراما سنويا، في حين يستهلك المواطن السعودي وفقا لعدد السكان 90 كيلوجراما سنويا، كما كشفت الإحصاءات أكدت أن نسبة 40.5% من سكان المملكة العربية السعودية يعانون من أمراض ضغط الدم،
جدير بالذكر أن قياس نسب الفقر في الدول لا تقاس بكمية الطعام المهدر، وإنما تقاس بواقع المواطن، ومعدل البطالة، والحالة الصحية العامة لسكان الدول، فعلى رغم نسب الفائض الهدر من الطعام التي كشفت عنها الإحصاءات جاءت تقرير المؤسسات والمراكز معلنة عن ارتفاع نسب الفقر بين مواطني المملكة من العام 2017 حتى الآن، بسبب سياسات الدولة الاقتصادية، وإهدار المليارات على الحرب المفتوحة في اليمن، وضخ أموال الشعب في استثمارات ولي العهد السعودي وعلى رأسها مدينة نيوم السعودية التي تبلغ تكلفتها 500 مليار دولار أميركي، يمولها الصندوق السيادي السعودي في ظل تراجع الاستثمار في نيوم، فضلا عما يقوم به ولي العهد السعودي من شراء اليخوت، واللوحات الفنية، والمنازل الفارهة في دول أوروبا وأمريكا.
اقرأ أيضاً: على وهم السيارات الطائرة والروبوتات الناطقة وتبريرات قتل الحويطي الزائفة يشيد بن سلمان نيوم