أين تبخرت مكاسب السعودية من وراء نيوم بعدما روجت لها قناة العربية شهورا؟

أين تبخرت مكاسب السعودية من وراء نيوم بعدما روجت لها قناة العربية شهورا؟

أين تبخرت مكاسب السعودية من وراء نيوم بعدما روجت لها قناة العربية شهورا؟
أين تبخرت مكاسب السعودية من وراء نيوم بعدما روجت لها قناة العربية شهورا؟

بمجرد أن أعلن ولي العهد السعودي محمد بن سلمان عن مشروع مدينة نيوم على رأس مشروعات رؤيته الاقتصادية للملكة عام 2017، حتى راحت أبواقه الإعلامية تتغنى بجمال نيوم ومكاسبها وعوائدها التي ربما ستعجز بنوك المنطقة العربية المركزية عن حصرها، فدشنت قناة العربية حملة إعلامية غير مسبوقة لتسويق وهم نيوم لدى المواطن السعودي، وراحت تعدد المكاسب التي من المنتظر أن يجنيها الشعب السعودي، وستعزز اقتصاد المملكة، وما سيصل إليه الناتج المحلي للمملكة من وراء المشروع السحري لولي العهد الشاب عديم الخبرة، والذي سيعالج أزمات تسرب الاقتصاد السعودي، وتهرب المستثمرين من المملكة.

قناة العربية سوقت لمكاسب أبرزها، أن المشروع سوف يقوم على اقتصاد عبارة عن مزيج من القطاعات التقليدية التي عرفتها المملكة، والقطاعات الاقتصادية التي ستسبق بها المملكة العالم كله، وهو ما سيعزز زيادة الصادرات إلى المنطقة والعالم، لكن العربية بوق بن سلمان لم تحدد المنتجات التي ستصدرها المملكة إلى المنطقة والعالم، فهل كانت تقصد الفشل وبيع الوهم، أم تقصد التطبيع وتصفية القضية، أم تقصد قتل أحلام الشعوب في الحرية والديمقراطية.

روجت العربية كذلك، إلى أن المشروع خلال سنتين سيسهم في خلق وزيادة فرص عمل أمام القطاع الخاص، وهو ما سيتطلب زيادة العمالة، لكن الواقع قد كشف عن خيبة آمل وتراجع كبير في اقتصاديات القطاع الخاص، وهو ما ترتب عليه تصفية العمالة في المملكة، وغلق مئات شركات القطاع الخاص، ومعاناة شركات أخرى في أخذ حقوقها المالية من الحكومة السعودية بسبب تفاقم أزمات المملكة الاقتصادية، فضلا عن ارتفاع معدلات البطالة بين أبناء الشعب السعودي.

احتفت العربية بنيوم لأنه مشروع واعد سوف يجذب الناس إلى العيش فيه، والسعادة في ظل الحياة حياة أكثر رفاهية، وأوسع في فرص العمل، لكنها باتت الآن تتجاهل معاناة المهندسين والعمال الذي انتقلوا بأهاليهم إلى نيوم، ثم هم يعانون الاكتئاب والوحدة وانعدام متطلبات الحياة والتعليم وغيرها من الخدمات، وهو ما اضطر بعضهم إلى الاستقالة والعودة.

ادعت قناة العربية على شاشتها وعبر موقعها الإلكتروني أن صافي الواردات إلى المملكة ستعيد نحو 70 مليار دولار من إيرادات السلع المستوردة حالياً من الخارج مع إمكانية إنتاجها في مشروع “نيوم” (مثل السيارات، والآلات، ومعدات الاتصال)، لكنها لم تتناول الآن تراجع الاستثمارات، واستنزاف المشروع لمليارات الصندوق السيادي للملكة، إذ هو الممول الرئيس الآن للمشروع، وهو ما زاد من ديون المملكة، وزيادة عجز الميزانية.

روجت العربية بأن نيوم سوف يعالج أزمة تسرب الاستثمارات الأجنبية إلى خارج المملكة، من خلال تدوير تلك الاستثمارات في مشروع نيوم، وهو ما سيحقق نموا كبيرا وسريعا في الاقتصاد، ثم صمتت عن الواقع الذي تصدقه بيانات البنك المركزي والتقارير الاقتصادية حول تراجع الناتج المحلي، والاقتصاد السعودي عما كان عليه قبل نيوم، وعن فرار المستثمرين الأجانب من نيوم لأنهم باتوا مقتنعين بفشل الرؤية الاقتصادية، وأن المشروع ليس سوى حلم لا يمكن تحقيقه.

الوعد الأكثر ترويجا كان إتاحة نيوم لفرص عدد لا يمكن حصرها أمام أبناء المملكة، وهو ما سيجعلهم يسافرون إلى المدينة الجديدة بدلا من السفر للسياحة خارج المملكة، وهو ما سيجعل اقتصاد المملكة يستفيد بتدوير أموال أبنائها في السياحة في مدينتهم بدلا من السفر للدول الأخرى، لكن وبعد مرور سنوات أربع على انطلاقة المشروع لم يزدد أبناء المملكة في فشل الرؤية الاقتصادية إلا يقينا، حتى باتو عازفين عن متابعة أخبار نيوم، خاصة في ظل تغير وعود الحكومة بانتهاء مرحلتها الأولى في وقت قريب، بعدما كانت قد قطعت على نفسها وعدا بإنهائه في 2025.

ويبقى السؤال، هل تجرأ قناة العربية بعد مرور أربع سنوات على تدشين رؤية 2030 وسط تهليل إعلامي ضخم، أن تناقش ما حققه ولي العهد من هذه الرؤية، وما هي المراحل المتبقية، وما هي المكاسب التي جنتها المملكة من وراء نيوم، أم أن الأمر بات لا يعنيها؟

شارك المقالFacebookXEmailWhatsAppLinkedIn
اترك تعليقاً