منذ أن تولى محمد بن سلمان ولاية عهد أبيه الملك سلمان بن عبد العزيز بعدما أطاح بعمه، وأقام رؤية المملكة السعودية السياسية والاقتصادية والاجتماعية وفقا لهواه، والدولة في هبوط مستمر نحو القاع، ولاسيما في القطاع الاقتصادي بسبب الرؤى الفاشلة التي يفرضها ولي العهد على الاقتصاد في المملكة العربية السعودية.
ومنذ مطلع العام 2020 بدأ التدهور يحدث هزات كبيرة في اقتصاديات المملكة السعودية، وظهرت آثاره جلية من خلال إغلاق شركات القطاع الخاص أبوابها وإنهاء عقود الموفين بها، حيث يعاني اقتصاد المملكة السعودية، من تراجع في معدلات نموه، لأسباب عدة أهمها الأزمة السياسية التي تمر بها المملكة السعودية بعدما بات محمد بن زايد متحكما في قرارها السياسي، فورطتها في حرب اليمن، وقتل خاشقجي ودعم حركات مسلحة في سوريا وليبيا، وهو ما استنزف صناديق المملكة المالية، ثم تبع تلك السياسات الفاشلة والمدمرة أزمات انتشار فيروس كورونا وتوقف إنتاج النفط بمعدلاته السابقة، وتراجع أسعاره إلى الخسارة لا إلى تكلفة الإنتاج، وهو ما دفع المملكة السعودية إلى اتخاذ إجراءات تقشفية صادمة لمواجهة التراجع في الدخل، والعجز في الميزانية من جيوب الشعب الذي بات يعاني من الغلاء وقلة الموارد.
أسعار النفط العالمية تراجعت لأقل من النصف حتى وصل سعر البرميل إلى 26 دولارا، بسبب زيادة الإنتاج وتراجع الطلب عليه بسبب توقف حركة التنقل وغلق المصانع التي ترتبت على أزمة انتشار كورونا، وسريعا ما انعكست آثار تلك الأزمة على ميزانية المملكة السعودية، حيث أوضحت تقارير لوزارة المالية السعودية إلى أن الإيرادات النفطية للملكة قد تراجعت خلال أول 3 أشهر من عام 2020 إلى 245 على أساس سنوي إلى 34 مليار دولار.
شركة رابغ للتكرير والبتروكيماويات “بترورابغ” السعودية، والتي شركة متخصصة بتكرير النفط وإنتاج المواد الكيماوية المستخلصة منه، وهي مشروع مشترك بين أرامكو السعودية و”سوميتومو كيمكال” اليابانية، أسس عام 2005 برأسمال يبلغ 2.33 مليار دولار، أعلنت عن خسائر مالية بلغت 3 مليارات و781 مليون ريال (مليار و8 ملايين دولار)، في 2020، بزيادة 595 بالمئة عن خسائرها التي تحققت خلال عام 2019، حيث كانت الشركة السعودية قد سجلت صافي خسارة بلغت قيمته 544 مليون ريال (حوالي 145 مليون دولار) خلال العام 2019.
وفي تبريرها لتلك الخسائر أرجعت الشركة تعاظم قيمة الخسائر إلى توقف مجمع الشركة الصناعي عن العمل لمدة شهرين متتتاليين خلال العام 2020، للقيام بصيانة عامة لكافة أجهزة المجمع.
كذلك قالت الشركة في بيان لها، إنركود الاقتصاد العالمي وغموض واسع للسوق واستمرار جائحة كورونا، أدى إلى انخفاض الطلب على المنتجات وبالتالي تراجع الأسعار بشكل أكبر”
كما أشارت شركة “بترورابغ” إلى أن الربع الرابع من عام 2020 قد شهد تحسنا طفيفا في هامش الربح، يعود إلى تحسن أوضاع سوق النفط والكيماويات، وخطة الإدارة إلى تخفيف عبء التكاليف التشغيلية، حيث قالت الشركة أنها قد حققت أرباحا بلغت قيمتها 61 مليون ريال خلال الربع الرابع من عام 2020، مقابل 877 مليون ريال خلال نفس الربع من العام 2019، وهو ما عده المتخصصون خسارة لا ربحا كما زعمت الشركة.
هذا النزيف الحاد في الخسائر الاقتصادية للمملكة يطرح العديد من التساؤلات أبرزها، حتى متى يستمر النزيف وأين الخلل؟