عوض معيض، مواطن سعودي عرف عنه تفانيه في خدمة الناس من حوله، وإنفاق وقته وما يستطيع من ماله، لمساعدة من يحتاج المساعدة، كما ساند الكثير من أبناء الحد الجنوبي، وبخاصة أولئك الذين يتعرضون لتعطل سياراتهم على جانب الطريق الدولي الذي يربط بين نجران وظهران الجنوب.
في يوم من أيامه هذه وهو يقف لتقديم المساعدة لأحد المارة تعرض لحادث شديد حيث اصطدمت به سيارة كانت قادمة من الخلف، ولشدة الاصطدام فقد أصيب بإصابات شديدة وكسور، ما تطلب نقله سريعا إلى مستشفى ظهران الجنوب، وعلى الفور تم تحويله إلى غرفة العمليات حيث أجريت له عملية جراحية عاجلة، بعد مرور شهر من هذه العملية تم نقل عوض إلى مستشفى الملك خالد الواقع في منطقة نجران، وكانت الصدمة وقتها، حيث فوجيء أهله بقرار الأطباء في المستشفى بالبتر العاجل لجزء من قدمه اليمنى خوفا على تضرر بقية الرجل، ولم يجد الأهل بدا من النزول على قرار الأطباء في المستشفى، والتسليم بما جرى.
الإهمال هو السبب
والد المريض عوض وجه اتهامه إلى إدارة مستشفى ظهران الجنوب، وصرح لبعض وسائل الإعلام قائلا: ابني تعرض لإهمال شديد وغير مبرر، بعدم إحالته الى أحد المستشفيات الكبرى، سواء بالمنطقة الجنوبية أو المملكة على وجه الخصوص، ليقضي عندهم مايقارب الشهر، لم يقدموا له شيئا يذكر، حتى وقع الفأس بالرأس، لتبتر رجله مؤخرا بمستشفى الملك خالد بنجران، المستشفى الوحيد الذي تجاوب معنا واستقبل الحالة.
المستشفى ينفي الإهمال
من ناحيتها أصدرت إدارة مستشفى ظهران الجنوب تقريرا طبيا نفت فيه إهمال المريض منذ أول يوم دخل في المستشفى، وأن الأطباء قد قاموا بما هو مطلوب منهم، وهو ما نفاه الأب ثانية، حيث جاء في تقرير مستشفى ظهران: إن المريض حضر إلى الطوارئ، إثر تعرضه إلى حادث مروري، وكان لديه كسر مبتذل أسفل عظم الفخذ اليمنى، مع تمزق شرايين وأوردة أسفل الفخذ الأيمن، للشريان المائضي والوريد المائضي الأيمن، إضافة إلى هرس الأنسجة الشحمية والعضلات للفخذ الأيسر، ووجود كدمات شديدة تحت الجلد، وتم تثبيت العظم خارجيا من قبل استشاري العظام وأجرى وصلة وريدية مقلوبة للشريان المائضي الأيمن فوق الركبة، من قبل استشاري جراحة الأوعية الدموية، مع وضع مفجر مفرغ، كما تم عمل خزع صفاقات عضلات الساق، بسبب تشكل تناذر الحمرات في عضلات الساق.
والد عوض يثبت كذب التقرير
نفى والد المريض عوض ما جاء بالتقرير، وحكى عن تفاصيل الحادث الذي أصاب ابنه قائلا: تعرض ابني لحادث في ظهران الجنوب، عندما كان يقدم خدمة لعدد من أفراد من الجيش، المتعطلين تقريبًا من البنزين، وكان يقف بين السيارتين ويقوم بربط الحبل ليقوم بسحب سيارتهم، وقدر الله لتأتي سيارة من الخلف وتصطدم بهما وكان محجوزا بينهما ليتعرض لكسور برجله وقطع في الشرايين والأوردة، وتم نقله إلى مستشفى ظهران الجنوب، وأجريت له عملية زراعة للشريان، وقدر الله وقضى في المستشفى قرابة الشهر، وكان هناك إهمال من المستشفى، لتشخيصهم الخاطئ وإهمالهم في عدم نقله، وتحويله على وجه السرعة، وتمت مماطلتنا كثيرا حتى تسممت رجله وتآكلت وتلوثت وأصيبت بالبكتيريا، حتى حدث ماحدث، وللأسف لم نجد تجاوبا من مستشفى عسير أو خميس مشيط، وكل ما تم إخباري به هو سيتم نقله للعيادات الخارجية، للكشف عليه وعودته مجددا مستغربا ما حدث، وعند وصوله الى نجران وتم تشخيصه بشكل جيد، أخبرونا أن عملية البتر لابد منها للأسف الشديد، وطالب معيض عوض بمحاسبة كل المقصرين، ومن تسبب ببتر رجل ابنه، مطالبا بتعويض ابنه والتكفل بعلاجه وتأهيله في أكبر المستشفيات.
