في تقرير أصدرته شبكة “سي أن بي سي” الأمريكية، تناولت تفاصيل التمويل السعودي الذي لمنصة إخبارية رقمية كبيرة، لاستهداف الولايات المتحدة الأمريكية من أجل تلميع وتجميل صورة ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، بعد الجرائم المنسوبة إليه وعلى رأسها قتل الصحافي السعودي جمال خاشقجي في قنصلية بلاده في إسطنبول، للتأثير على قرارات البيت الأبيض المتعلقة بالمملكة العربية السعودية.
كذلك كشفت وثائق تم تقديمها إلى وزارة العدل الأمريكية، في إطار قانون الشفافية، تفيد بعمل مجموعات الضغط “اللوبيات”، بجهود السعودية غير المعلن عنها رسميا حتى الآن، وتقودها شركة محلية تدعى “ETS” تابعة لـ”الشركة السعودية للتنمية والاستثمار التقني”، المعروفة اختصارا بـ”تقنية”، والتي تعود ملكيتها لصندوق الاستثمارات العامة التابع لحكومة المملكة العربية السعودية، والذي يترأسه ولي العهد السعودي محمد بن سلمان.
حيث كشفت الوثائق عن سعي حكومة بن سلمان في العمل على التأثير على قرارات الإدارة الأمريكية بشأن الملف الحقوقي للسعودية، والذي بات ملوثا بسبب الانتهاكات المتراكمة بحق حقوق الإنسان في المملكة، وكذلك الجرائم التي ارتكبها نظام السعودية في اليمن، والذي سبب أكبر مجاعة في السنوات الأخيرة.
تقرير “سي أن بي سي” أن المنصة الإخبارية الجديدة التي يمولها ولي العهد السعودي، ستكون لها استوديوهات في واشنطن، وستديرها كوادر إعلامية ذات خبرات واسعة في مجال وسائل الإعلام الدعائية والتسويقية والإخبارية، مثل “فوكس نيوز” و”إن بي سي” و”سيريوس إكس إم” وقناة “الجزيرة” القطرية.
وقال التقرير بأن تأسيس المنصة يتزامن مع قيام المملكة السعودية بتعيين فريق من جماعات الضغط واللوبيات ذات التأثير في الرأي العام الأمريكي، من أجل التأثير على دائرة صنع القرار في واشنطن فيما يخص ملف السعودية السياسي والحقوقي.
كذلك كشفت الوثائق المقدمة لوزارة العدل الأمريكية أن شركة يترأسها “إيلي ناكوزي” الذي يحمل الجنسية اللبنانية ويقيم في الولايات المتحدة، والذي أجرى مقابلة مع الرئيس بوش أثناء عمله بقناة العربية التابعة للسعودية فترة الحرب على العراق وأفغانستان، تسهم في إنشاء مؤسسة الأخبار الرقمية الجديدة التابعة لولي العهد السعودي تتقاضى 1.6 مليون دولار على الأقل للمساعدة في توجيه المشروع، وأن قيمة ما تم إنفاقه فعليا على شراء المعدات، وإنشاء الاستوديو بلغت قيمته 75 ألف دولار أمريكي.
لمصلحة من؟
خبراء ومختصون تساءلوا عن تلك الخطوات التي يقدم عليها ولي العهد السعودي، من أجل تجميل صورته وصورة نظامه القمعي الفاسد في الخارج، وهل الأولى أن يقوم بن سلمان بتلميع صورته في الخارج وهي ملوثة ممقوتة في الداخل السعودي بسبب سياساته القمعية والفاشلة؟، وهل من مصلحة الشعب السعودي أن تبدد أمواله على كل ما يخدم صورة وتمكين ولي العهد السعودي، في الوقت الذي يقوم هو بفرض الضرائب، وزيادة الأسعار؟