في حادثة مريرة متكررة كل عام، أغرقت الأمطار مدينة جازان السعودية، مما تسبب في تكوين تجمعات مائية في الأحياء والشوارع، وانهيار العديد من الطرق، ويعود السبب وراء ذلك معضلة تصريف مياه الأمطار من شوارع المدن والمحافظات.
الأمطار الغزيرة التي تساقطت على جازان كشفت عن سوء تنفيذ مشروعات البنية التحتية مث لسفلتة الطرق، ومد شبكات التصريف بها، على رغم النمو العمراني الذي تشهده المدينة خلال السنوات الأخيرة.
حالة من الاستياء ظهرت على أهالي المنطقة، حيث عبروا على انزعاجهم من حالة الفشل التي تشهدها مؤسسات الدولة في صيانة ومد مشروعات البنية التحتية، والفشل الذريع في التعامل مع أزمة الأمطار والسيول المتكررة كل عام، في منطقة يسكنها أكثر من 2 مليون إنسان، كما عبروا عن اتساع المساحة المتضررة من آثار المياه والسيول، والتي تشمل مدينة جيزان ومحافظة أبوعريش وصبيا وأحد المسارحة وصامطة والعارضة.
وطالب الأهالي بسرعة التحقيق في المشاريع التي تنفذها البلديات التابعة لها، بعدما أثبتت فشلها، وعدم أهليتها للمهام التي أنشئت من أجلها.
وكانت محافظة أبوعريش قد شهدت خلال الأمطار الأخيرة كارثة كشفت أن معظم مشاريع التصريف تم إنشاؤها بدون مراعاة للقواعد الصحيحة، وقد تسببت في تهدم الطرق، وإغراق الأحياء.
كما أغرقت مياه السيول أحياء وبلدات وقرى في جازان، بعدما غمرت المياه عددا كبيرا من المنازل والمتاجر، وانقطع التيار الكهربائي عن مناطق واسعة من المنطقة، مما تسبب في تعطل الإشارات الضوئية، وحدوث ارتباك مروري كبير، كما توقفت قوارب المسافرين إلى فرسان بسبب سوء الأحوال الجوية، وهو ما اضطر المواطنون إلى الانتظار تحت المظلات الواقية لساعات طويلة.
أما محافظات صبيا وبيش والدرب، فقد هطول كميات كبيرة من الأمطار، حيث امتلأت الطرقات والشوارع وتشكلت بحيرة عملاقة وسط مدينة صبيا بالقرب من دوار البلد، أعاقت حركة المارة والسيارات، وخصوصًا الطرق المؤدية إلى المنطقة المركزية ودوار الكورنيش الواقع بجوار مكتبة جرير.
كذلك تسببت مياه الأمطار الغزيرة في غرق أسواق الخضار والفواكه، والأسر المنتجة، ومجمع الجوالات بالمنطقة المركزية، مما أدى إلى غلق المحال التجارية بعد قيام دوريات المرور بإغلاق الطرقات المؤدية إلى الأسواق.
الأمانة عاجزة عن إيجاد حلول:
ورغم تكرار المأساة كل عام، وصرف مئات الملايين من ميزانيات سابقة لتنفيذ شبكة تصريف مياه الأمطار بالمدينة، إلا أن الفشل هو العنوان الأمثل لما يجري في بلديات المحافظات، برعاية بن سلمان.