في العام 2019 بدأت تحالف السعودية والإمارات ينهار بعد فترات من التصدع، حيث أعلنت الإمارات حينها انسحابها من مناطق الحرب في اليمن، تاركة المملكة متورطة تدفع ضريبة الحرب وحدها، لا هي تستطيع الانسحاب ولا هي تستطيع إيقاف خسائر الحرب.
انسحاب الإمارات من ساحة الحرب زاد الانتقادات الدولية للملكة السعودية، حيث حملتها حكومات الدول مسؤولية تزايد القتلى والجرحى، وانهيار الحياة الاجتماعية، والتسبب في مجاعة كبرى ضربت البلاد، وتفشي الأمراض، وتفاقم الأزمة الإنسانية.
لم تسلم المملكة من الضغوط الشعبية أيضا بعد انسحاب الإمارات، والتي ظهرت ملامحها في كتابات المثقفين الذين يستعجبون من موت جنود السعودية في أرض ليس بينها وبين أهل المملكة عداء، كذلك حوارات المجالس، والأحاديث الخاصة، لاسيما في أوساط أهالي القتلى من أبناء المملكة في الحرب على اليمن.
جدير بالذكر أن انسحاب الإمارات من اليمن لا يعود لإنسانيتها بل يرجع إلى أن الإمارات لم تجد مآربها الكاملة في اليمن، مثلما وجدت بغيتها في ليبيا فدعمت حكومة حفتر، ضد حكومة الوفاق التي تدعمها تركيا وقطر، والتي كسبت اعتراف الأمم المتحدة.
كذلك أثرت المصالحة بين السعودية وقطر على العلاقات الإماراتية السعودية،حيث أصابتها بالفتور، ويرجع ذلك إلى أن الإمارات كانت هي القائدة المحركة لعملية حصار قطر.
الآن وبعد سنوات من التحالف اشتدت المنافسة بين الإمارات والسعودية في المجال الاقتصادي، وكلاهما يتطلع إلى سباق الآخر، من خلال محاولة تنويع الاقتصاد بدلا من الاعتماد الكلي على النفط
الآن وبعد أن تيقنت المملكة السعودية من أن بن زايد قد تلاعب بهم الكرة، فورطهم في حرب مفتوحة في اليمن، باتت وصمة عار في جبين المملكة وتاريخها، ومحل إدانة من الدول التي تعرف كرامة للإنسان والوطن، دخلت المملكة الصراع، ونوت أن تكون المنافسة صفرية، هي أو الإمارات، فباتت ترر القوانين التي من شأنها أن تعرقل الإمارات عن استكمال مسيرتها.
لقد عملت الإمارات خلال السنوات أن تضع كبريات الدول العربية في مشكلات كبرى لا تستطيع الخروج منها بسرعة، حتى تستطيع أن تأخذ راحتها في التمدد وبناء إمبراطوريتها الاقتصادية.
كانت أبأس ضحاياها السعودية، إذ تورط في حرب اليمن، وقتل خاشقجي، وصراعات داخل الأسرة الحاكمة، وتمزيق للنسيج المجتمعي باعتقال واضطهاد نخبة كافة التيارات في المملكة.
كل تلك المشكلات لن تحل في يوم وليلة، فهل فطنت السعودية ووعت الدرس، أم لا زال غباء بن سلمان هو المسيطر المتحكم؟