منذ تولى الملك سلمان الحكم في السعودية، وتولى ابنه محمد ولاية عهد أبيه، أصبح الاقتصاد الرئيسي لمملكة الذهب الأسود يعتمد على نظام الريع الاقتصادي.
والواقع أنه ومنذ سبع سنوات إلى الآن، وأسعار النفط الذي تعتمد عليه المملكة كليا، في تدهور دائم، فضلا عن الحرب الدائرة في اليمن، والتي تبلغ تكلفتها مئات الملايين من الدولارات، أوصلت الحكومة السعودية إلى الاقتراض المتزايد، والسحب من الاحتياطي النقدي.
أزمة نظام محمد بن سلمان، تحولت من سياسات تضر بالمجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية إلى سياسات تهدد بقاء النظام، بسبب عوامل القهر التي تثقل كاهل المواطن السعودي، تارة بالاعتقال وتارة بالغلاء وتارة بالضرائب.
منذ ظهوره على الساحة السياسية في المملكة حاول بن سلمان أن يكسب ود المواطن السعودي من خلال مشروعات صخمة أعلن عنها، ضمن رؤية 2030، لكنه لم يستطع إلى هذا اليوم إنجاز أي شيء منها، الإنجاز الذي استطاعه هو تكبيل المواطن بالضرائب والأسعار المرتفعة، والسياسات التقشفية المرهقة، حتى باتت رؤية 2030 بالنسبة إلى المواطن السعودي كابوسا مفزعا بسبب تزيد همومه الاقتصادية، وضغوط حياته، بسبب ما يحاول بن سلمان جمعه من المواطن لأجل استكمال مشروعاتها.
رؤية ولي عهد السعودي التي أنفق المليارات من أجل الدعاية لها، وادعاء أنها قائمة في الأصل على نظام الجمعيات والمؤسسات الأهلية، أي على اقتصاد القطاع الخاص، فيما الحقيقة تجافي ذلك حيث النظام الحاكم حدد دور هذه الجهات بالتبعية لشركات السلطة القائمة، وإبعادها عن منافسة القطاعات التابعة لولي العهد.
الحقيقة الاقتصادية التي يجب أن تراعيها كل الدول التي تريد أن تنهض، هي تقليل الفساد ومحاكمة المفسدين، إلا في المملكة، الفساد يزداد كل يوم وآخر، حتى رائحة فساد بن سلمان باتت تزكم أنوف السعوديين، دون وجود لأي إصلاحات سياسية جذرية، فضلا عن افتقاد النظام السعودي لأبسط منظومة حوكمة رشيدة تساعد على توجيه التنمية الاقتصادية، واستخدام الموارد والاستثمار الرشيد المربح لأموال النفط وعائداته، وتعزيز الشفافية.
أزمة أخرى تواجه اقتصاد المملكة السعودية هي الفساد المتجذر والمتأصل فيها، حتى باتت عروق القائمين على النظام الحاكم لا تنبض من دون دماء الفساد، وهو ما ظهر حين حاول بن سلمان أن يعاقب بعض من تخوف منهم على منصبه، فكشف عن قضايا فساد بلغت المليارات، فلماذا كان السكون على تلك السرقات طوال العقود الماضية، ولماذا أعلن عنه بن سلمان منذ شهور، إن كلمة السر هنا تكمن في مصلحة الحاكم لا مصلحة الوطن، ومستقبل الحاكم لا مستقبل المواطن.
اليوم وبعد مرور أكثر من خمس سنوات على إطلاق “رؤية 2030″، يحذر صندوق النقد الدولي من نضوب ثروات المملكة، فيما يعاني المواطن في السعودية من ضغوطات الحياة، وتزايد معدلات الفقر، ونسب البطالة، وتفشي الفساد، فضلا عن الظلم الذي يضرب أركان كل بيت فى المملكة.