استأنفت الهيئة الملكية لمدينة مكة المكرمة، أعمال الإزالة للمرحلة الثانية من مشروع تطوير منطقة قوز النكاسة، وأوضحت الهيئة أن المشروع يأتي في إطار الحل المرتكز على البعدين الإنساني والمكاني المتضمن توفير السكن والدعم للمواطنين عن طريق وزارة الموارد البشرية.
جدير بالذكر أن حي قوز النكاسة اكتسب شهرة كبيرة في مكة؛ باعتباره أحد أكبر الأحياء العشوائية رغم قربه من المنطقة المركزية، فالمسافة بينهما لا تتجاوز ثلاثة كيلو مترات، ما جعله مقصداً للسكن من الجاليات المقيمة بمكة المكرمة؛ خصوصا شرق آسيا، ليتحول الحي لمنطقة عشوائية، ويبدو هذا جليا من طريقة البناء على سفوح الجبال منذ عشرات السنين دون أي اشتراطات هندسية أو معايير للسلامة مع ضيق المداخل، وكثرة التمديدات العشوائية لأسلاك الكهرباء، وخطوط الاتصالات والمياه، مع عدم وجود ارتدادات بين المنازل، علاوة على قدم المباني التي قد تشكل خطورة على ساكنيها، إلى جانب الحرائق المحتملة التي ستقضي على الحي لعدم وجود طرقات لآليات الدفاع المدني والإسعاف، كما تنتشر المحلات التجارية والمطاعم ومحلات بيع الوجبات الغذائية التي تفتقر للاشتراطات الصحية المطلوبة؛ ويعجز مراقبو البلدية عن الوصول إليهم؛ بسبب مراقبة السكان التي ترصد كل غريب يدخل الحي.
ويعاني الحي من قدم تمديدات مياه الصرف الصحي، ما جعل المياه تتسرب إلى الشوارع؛ مشكلةً بؤراً للحشرات والقاذورات في مشهد مهدد للبيئة.
وقد بدأ مشروع تطوير العشوائيات بالعاصمة المقدسة قبل أكثر من عشر سنوات من خلال مشروع جبل عمر القريب من الحرم المكي، الذي أضحى أحد المعالم التطويرية بالمنطقة المركزية، ثم مشروع وجهة مسار، ومن المتوقع اكتمال كافة الأعمال المرتبطة بالمشروع خلال الأعوام القادمة.
يأتي هذا وسط مطالبات من الأهالي بإيجاد حلول لإعادة حي النكاسة لمنطقة ذات طراز معماري فريد يعكس التطور في مكة المكرمة.