نشر موقع (Pillarsuk5) الدولي تحقيقا أشار فيه إلى الإذلال والفقر الذي يتعرض له السعوديون رغم ثروة المملكة من النفط، وذلك بسبب تبديد ولي العهد محمد بن سلمان تلك الثروة على مواسم الترفيه والتغييرات المجتمعية التي يسعى لنشرها.
وأشار التحقيق إلى أن السلطات السعودية تهدم منازل المواطنين بالجرافات في جدة، تاركة آلاف السكان بلا مأوى دون أي اعتبار لأوضاعهم الإنسانية، بينما يعيش المواطنون تحت خط الفقر .. ويُذلّون رغم الثروة النفطية لبلدهم، ويأتي هذا كجزء من رؤية ولي العهد محمد بن سلمان لعام 2030.
وقد بدأت السلطات بتنفيذ خطة الهدم، حيث تم رش المنازل بالطلاء الأحمر، وإنذار السكان لإخلاء منازلهم لمباشرة عمليات الهدم، وتستهدف السلطات ما يصل إلى 60 منطقة في المدينة التي تقع في جنوب المملكة، وقد سويت حتى الآن عشرة أحياء بالأرض، ولا يزال العمل مستمرا في عشر مناطق أخرى.
وبحسب وسائل إعلام حكومية فإن من المقرر أن تقوم حملة الهدم بتنظيف المدينة من الأحياء الفقيرة وغير السارة، كما ذكر موقع “ميدل إيست آي” تفاجئ سكان تلك المناطق؛ حيث لم يعطوا سوى وقت قليل للتخطيط لنقلهم، أو توديع أحيائهم التي عاشوا فيها لأجيال، وعبّر السكان عن استيائهم الشديد من سلطات المملكة، حيث لم تقدم لهم أي ملاجئ بديلة أو تعويضا مناسب، وبات العديد منهم بلا مأوى، وآخرون باتوا مستأجرين بعدما كانوا أصحاب أملاكهم.
وفي السياق نفسه ذكرت مصادر محلية ارتفاع الإيجار في المدينة، مما يصعب الأمر على العديد من أصحاب المنازل السابقين في دفع إيجاراتهم المستحقة، حتى وصل الحال ببعضهم بالنوم في السيارات.
وقال بعض سكان جدة: “إن هناك عائلات سعودية ليس لديها مال ولا يمكنها حتى تحمل تكاليف نقل أثاثها، كما أن هناك أطفال يحتاجون الذهاب إلى المدرسة، وشيوخ وأرامل وذوو إعاقات”.
وأظهرت مقاطع الفيديو المتداولة على الإنترنت التدمير الواسع النطاق للمناطق التي كان بها العديد من المواقع التاريخية، وتحول أحياء كاملة إلى أنقاض، منها منطقة “غليل” وهي من أولى المناطق التي تم تدميرها وتحويلها إلى غبار وفقا لصور الأقمار الصناعية، كما تم وضع علامات على المدارس والمساجد والمباني السكنية ومنازل المسنين.
وذكرت “قناة العربية” المملوكة للسعودية أنه تم إخطار جميع السكان من قبل السلطات قبل شهر من بدء عمليات الهدم، حتى أنه تم الإعلان عن بعض خطط التعويض لأولئك الذين يمكنهم إثبات ملكية منازلهم.
وكتب عمر عبد العزيز عضو حزب التجمع الوطني تغريدة على تويتر قال فيها: “المتضررون من التطوير، وإزالة المباني والمنازل هم متقاعدون وجنود سابقون ومنخفضو الدخل”.
وقال يحيى الحديد رئيس معهد الخليج للديمقراطية وحقوق الإنسان في تغريدة على تويتر: “تهدم الحكومة منازل المواطنين بالجرافات دون أي اعتبار لظروفهم الإنسانية، إن مواطني أغنى بلد نفطي، يعيشون تحت خط الفقر ويُذلون على الرغم من الثروة النفطية التي تناثرت على مدى مواسم الترفيه والانحلال الأخلاقي!”.
وتستمر سياسات ولي العهد في انتهاك حقوق الإنسان، ويبقى السؤال المطروح على الساحة من لهؤلاء السكان خاصة .. وأهل المملكة عامة؟.