كشفت صحيفة “ذا هيل” الأمريكية أن قرار الدول المصدرة للنفط “أوبك+” بقيادة السعودية والإمارات هو تصريح واضح بأنهم لا يزالون يتقلبون بين المطرقة الروسية والسندان الأمريكي.
وتابعت الصحيفة في تقرير لها أن القرار دليل أنهم ينحازون فعليًا مع روسيا خاصة في ظل غزوها المستمر لأوكرانيا في شهره الثاني.
وأكدت الصحيفة أن دبلوماسية أمريكا تعد ذلك لبنة أخرى في الجدار الذي يتم بناؤه بين واشنطن والرياض وأبو ظبي.
فيما قابلت المجموعة دعوات متكررة من أمريكا ووكالة الطاقة بضخ المزيد من الخام لتهدئة الأسعار التي صعدت لتقترب من أعلى مستوياتها على الإطلاق بالرفض.
كما تتخوف من اضطراب الإمدادات الروسية عقب فرض واشنطن والاتحاد الأوروبي عقوبات على موسكو بعد غزوها أوكرانيا.
وتقول السعودية إنه يتعين عدم التدخل في السياسة والتركيز على تحقيق التوازن بسوق النفط وتلبية احتياجات المستهلكين.
كما تفكر إدارة الرئيس الأمريكي “جو بايدن” بسحب 180 مليون برميل نفط من احتياطيات النفط الاستراتيجية.
بدورها، قالت مجلة فورين بوليسي في تقرير إن “الرياض ليست متعجلة بتلبية طلبات واشنطن ولندن بزيادة إنتاج النفط، وتتذرع بالتزاماتها باتفاقية (أوبك +)”.
وأضافت “يعتقد السعوديون أن البيت الأبيض يتجاهل مخاوفهم بشأن إمكانية استئناف الاتفاق النووي الإيراني”.
فيما أشارت المجلة إلى أنه “يرفض أيضًا اتخاذ إجراءات ضد جماعة الحوثيين اليمنية بعد شنها هجمات على سفنهم ومدنهم”.
من جانبها، قالت صحيفة “الغارديان” البريطانية إن المواجهة بين “بايدن” و”بن سلمان” أكثر تعقيدًا من موضوع النفط.
وذكرت الصحيفة أن “بن سلمان” يشعر بالازدراء إثر رفض بايدن التعامل معه منذ أن تولى منصبه.
وبينت أن اغتيال “جمال خاشقجي” والحرب على اليمن وسجن الناشطين الحقوقيين ومقاطعة قطر، كلها عوامل جعلته منبوذًا من إدارة “بايدن”.
وأوضحت أن موقف “جو بايدن” المتشدد تجاه روسيا نال استحسانًا واسع النطاق لكن مع حقيقة أن أخطر صدمة نفطية منذ عقود أصبحت الآن حقيقة واقعة.
وذكرت الصحيفة أن محاولة الرئيس الأمريكي لتخفيف رد الفعل السلبي لا تزال تواجه مقاومة من الحليفين الذين يحتاجهم بشدة.
وقالت الصحيفة “في الرياض، يشعر “بن سلمان” بالازدراء بسبب رفض بايدن التعامل معه منذ أن تولى منصبه”.
وأضافت أن مقتل خاشقجي على يد مساعدي بن سلمان، وحرب اليمن، وسجن حقوقيين ومقاطعة قطر ، كلها عوامل جعلت منه منبوذًا منها.
تجدر الإشارة إلى أنه بعد فشل “بن سلمان” في حماية المنشآت النفطية بالمملكة العربية السعودية من هجمات الحوثيين وارتفعت أسعار النفط بينما تواجه المملكة التي تعتمد على الاقتصاد النفطي خطراً كبيراً بعد تأثرها اقتصادياً من أثار القصف، علاوة على ذلك فشله في إدارة الملفات الاقتصادية الأخرى.