كشفت صحيفة “وول ستريت جورنال الأمريكية” عن رسالة بعض النواب في الكونجرس يطالبون بإعادة تقييم الشراكة الأمريكية السعودية، ومراجعة السياسة الأمريكية تجاه المملكة، حيث استشهدت الرسالة البرلمانية بمجموعة من المخاوف بشأن سجل حقوق الإنسان السيء في المملكة، خاصة ما يتعلق بمقتل الصحفي جمال خاشقجي عام 2018، وسجن نشطاء الرأي، والمدافعين عن حقوق الإنسان، إضافة إلى حرب اليمن، كما أشارت الصحيفة إلى أن قادة لجنتي الشؤون الخارجية، والاستخبارات في مجلس النواب، وأكثر من 20 من الديمقراطيين الآخرين، يخططون للضغط على إدارة الرئيس الأمريكي “جو بايدن” لاتخاذ موقف أكثر صرامة تجاه السعودية، مشيرين إلى رفض الرياض التعاون مع واشنطن في ملف الغزو الروسي لأوكرانيا، ومجموعة من قضايا حقوق الإنسان.
وذكرت الصحيفة أن أحد كبار مساعدي السياسة الخارجية في مجلس النواب صرح قائلاً: ” قرر أعضاء في الكونجرس التواصل مع إدارة بايدن بشأن سلسلة من المؤشرات حول العلاقات الأمريكية السعودية، حيث تعتبر نقطة التحول هي رفض السعودية إدانة الغزو الروسي، وعدم استعدادها للمساعدة في إنتاج النفط”.
في السياق نفسه، تسود في واشنطن قناعة بأن العلاقات الأمريكية السعودية تعاني أسوأ حالاتها منذ أحداث سبتمبر، بل وتتفق الأغلبية على أن السبب الرئيسي لهذا التدهور هو رعونة ولي العهد محمد بن سلمان وكوارثه السياسية، حيث إن استمرار تواجد محمد بن سلمان في منصبه يشكل أكبر عائق في طريق أي محاولات لإجراء إصلاحات مؤسسية في العلاقة بين واشنطن والرياض.
كما أبرز مراقبون دوليون أن العلاقات المتدهورة بين السعودية والولايات المتحدة تجاوزت أزمة أحداث سبتمبر بعد أن انتهجت قيادة المملكة آنذاك سياسات مبنية على الشفافية والتعاون الموثوق، حيث إن المسؤول عن اختطاف الطائرات بعض المارقين ولا يمثلون السعوديين، أما بالنسبة لِلتدهور الحالي في العلاقات فَالمسؤول عنه أمير مريض بجنون العظمة اختطف صناعة القرار في الرياض، وتعتبر تلك معضلة حقيقية، اضطرت الرئيس الأمريكي إلى طلب تقديرات الاستخبارات الوطنية عن العلاقة مع المملكة، حيث تُعتبر تلك التقديرات أقوى أداة استخباراتية أمريكية لمساعدة الرئيس في اتخاذ القرارات السياسية الصعبة، بل ومؤشرًا على وصول العلاقات الأمريكية السعودية إلى مرحلة حرجة ومفصلية، بجانب أن محتوى هذه التقديرات عالي السرية، ويشارك في إعداده جميع الأجهزة الاستخباراتية الأمريكية (١٨ جهاز) بإشراف مديرة الاستخبارات الوطنية.
في الاتجاه ذاته، ذكر موقع “انترسبت الأمريكي” أن محمد بن سلمان هو أحد المواضيع التي ركزت عليها التقديرات بطلب من بايدن، كما أن طلب قيادات مجلس النواب الديموقراطيين من إدارة بايدن تقديم إحاطة بنتائج مراجعة العلاقات الأمريكية السعودية التي أمر بها، وضغطهم على بايدن باتخاذ إجراءات أكثر صرامة تجاه الرياض، يعد دليلا جديدا على تدهور العلاقات بين البلدين إلى مستوى غير مسبوق.