نشر موقع “ميدل إيست أي” البريطاني تقريرا كشف فيه عن رفع دعوى قضائية جديدة في بريطانيا ضد السعودية بتهمة التجسس على معارضين باستخدام تقنيات إسرائيلية، حيث يعتزم محامي ثلاثة من نشطاء المجتمع المدني في بريطانيا مقاضاة الشركة الإسرائيلية “إن أس أو” ودولة الإمارات والمملكة العربية السعودية أمام المحكمة العليا، بسبب اختراق هواتف موكليهم عبر برنامج بيغاسوس بين عامي 2018 – 2020 أثناء وجودهم في المملكة المتحدة، وسيتم تقديم الدعوة باسم كل من “يحيى عسيري” المدافع السعودي عن حقوق الإنسان، و”أنس التكريتي” رئيس مؤسسة قرطبة، و”محمد كزبر” رئيس مسجد فينسبيري بارك.
وأشار المحامون في شركة Bindmans القانونية ـ ومقرها لندن ـ إلى أن القرصنة كانت انتهاكا لحقوق الخصوصية الخاصة بهم، وتم إبلاغ المتهمين الثلاثة المحتملين بذلك في رسائل أرسلت في أواخر فبراير الماضي، لكن مجموعة “إن أس أو” هي الوحيدة التي ردت رسميا، وفق بيان المحامين.
في السياق نفسه، صرح “عسيري” الأمين العام السابق لحزب مجلس الأمة ـ وهو حزب معارض سعودي مؤيد للديمقراطية تأسس عام 2020 ـ في بيان له “أن الديكتاتوريين لن يتركونا للدفاع عن العدالة والحقوق دون مهاجمتنا بأي شكل من الأشكال، بل سَيستخدمون كل شيء قانوني كان أو غير قانوني لِإيقافنا، وحماية مصالحهم، والآن يمكن للجميع رؤية وفهم الواقع، وأردف مؤكدا تفائله قائلا: بأن النظام القضائي البريطاني سيقف معنا”.
كان عسيري والتكريتي وكوزبار من بين 400 ناشط وأكاديمي وسياسي مقيمين في المملكة المتحدة تم العثور على هواتفهم في قائمة مسربة من الأرقام التي حددتها الحكومات باستخدام برنامج التجسس بيغاسوس التابع لمجموعة “إن أس أو” الإسرائيلية، حيث إنه بعد نشر القصص المستندة إلى القائمة التي حصلت عليها منظمة العفو الدولية الصيف الماضي كجزء من مشروع “Pegasus” قام تسعة من الأفراد المقيمين في المملكة المتحدة باتخاذ إجراءات قضائية مماثلة، وجاءت رسائل الإجراءات المسبقة التي أُرسلت نيابة عن عسيري والتكريتي وكوزبار بعد تحقيق استمر ستة أشهر، تم إجراؤه بالشراكة مع شبكة العمل القانوني العالمي (GLAN) ، وهي منظمة غير حكومية قانونية مقرها المملكة المتحدة.
قال “سيوبهان ألين” المسؤول القانوني في GLAN والمحامي الاستشاري لدى Bindmans: “استخدام برنامج التجسس Pegasus ضد هؤلاء المدافعين عن حقوق الإنسان جعل عملهم أكثر خطورة، ومن المهم السعي للحصول على اعتراف قضائي بأن هذا ما كان يجب أن يحدث”.
وتواجه الشركة الإسرائيلية ـ التي أدرجتها الولايات المتحدة على القائمة السوداء العام الماضي، والتي ورد أنها تعاني من مشاكل مالية كبيرة ـ دعاوى قضائية في الولايات المتحدة من Apple و Meta.
وجاء الإجراء القانوني الأخير بعدما ذكرت Citizen Lab أنه يُعتقد أن مكتب رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون ووزارة الخارجية والكومنولث قد تم استهدافهما ببرنامج تجسس Pegasus في عامي 2020 و 2021.
وقال “سيتزن لاب” إن: الإصابات المشتبه بها المتعلقة بوزارة الخارجية كانت مرتبطة بمشغلي بيجاسوس الذين نربطهم بالإمارات، والهند وقبرص والأردن، في حين أن المشغل الذي يربطه بالإمارات كان مرتبطا بالإصابة المشتبه بها في 10 داونينغ ستريت.