بات عهد بن سلمان يعرف بأنه الأكثر قمعاً للمثقفين؛ فاعتقل العديد من الكتاب والصحفيين والاقتصاديين والعلماء ونشطاء حقوق الإنسان، وقد شمل ذلك الرجال والنساء دون تمييز، ناهيك عن الإخفاء القسري لبعض المعتقلين، والتحرش الجنسي الذي طال الناشطات اللائي وصل الأمر مع بعضهن إلى التهديد بالاغتصاب والقتل، على لسان سعود القحطاني مستشار بن سلمان.
تمكن بن سلمان من نشر الرعب بين أفراد الشعب عن طريق المراقبة والتجسس على وسائل التواصل الاجتماعي التي كانت المتنفس الوحيد لهم، كما لا يمكننا في هذا المقام نسيان واقعة قتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي داخل القنصلية السعودية بإسطنبول في أكتوبر 2018. اعترف النظام بواقعة قتل خاشقجي بعد فترة من الإنكار وتكذيب الروايات التي تحدثت عن قتله داخل القنصلية، وأصر على الادعاء بأن جمال خرج من القنصلية سالماً، وما خرج -خاشقجي- إلا جثة لا يُعرف أين هي إلى الآن.
أخر عمليات القمع ما كشفت عنه صحيفة الجارديان البريطانية من إصدار محكمة سعودية حكما، بالإعدام على الداعية والأكاديمي “عوض القرني”، بتهمة “معاداة المملكة” عبر تبادل رسائل وتغريدات عبر تطبيقي “واتساب” و”تويتر”.
ووفق “الجارديان”، فقد اعترف “القرني”، وهو أستاذ قانون بأنه يستخدم حسابًا على مواقع التواصل الاجتماعي باسمه (awadalqarni) و”يعبر عن آرائه في كل مناسبة”. كما اعترف بالمشاركة في دردشات “واتساب”، واستخدم تطبيق “تليجرام”.
وأمام ذلك، قضت المحكمة بإعدامه، متهمة “القرني” بـ”معاداة السعودية”، ومدح جماعة الإخوان المسلمين. وخلال السنوات الماضية، تم تصوير “القرني” في وسائل الإعلام التي تسيطر عليها السعودية على أنه “داعية خطير”، لكن النقاد يقولون إن “القرني” مفكر مهم ومحترم، وله متابعين على وسائل التواصل الاجتماعي، يفوق المليونين.
وسبق أن نشر “ناصر” نجل “القرني“، بعضا من أوراق القضية، تظهر أن استخدام وسائل التواصل الاجتماعي وغيرها من أشكال الاتصال داخل المملكة “تم تجريمه” منذ بداية حكم ولي العهد الأمير “محمد بن سلمان”، الذي يسيطر على مقاليد السلطة في المملكة. وزادت الحكومة السعودية والمستثمرون الذين تسيطر عليهم الدولة مؤخرًا حصصهم المالية في منصات التواصل الاجتماعي الأمريكية بما في ذلك “تويتر” و”فيسبوك”، وكذلك شركات الترفيه مثل “ديزني”.

يقول محامي الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في منظمة “ريبريف” لحقوق الإنسان “جيد بسيوني”، إن قضية “القرني” تتناسب مع اتجاه لاحظته منظمته، وهو أن العلماء والأكاديميين يواجهون عقوبة الإعدام، بسبب تغريداتهم والتعبير عن آرائهم. وتعجب من أن “يطالب المدعي العام بتوجيه من بن سلمان إلى قتل الناس بسبب تعليقاتهم وتغريداتهم ومحادثاتهم”، ويضيف: “إنهم ليسوا خطرين ولا يطالبون بإسقاط النظام”.. ومنذ توليه السلطة في صيف عام 2017، أشرف “بن سلمان”، على حملة واسعة النطاق ضد معارضيه. كان اعتقال “القرني” (65 عاما)، في سبتمبر/أيلول 2017 بمثابة البداية، حيث اعتقلت السلطات حينها عشرات العلماء المستقلين والأكاديميين والناشطين. وتوجه السلطات السعودية اتهامات للمعتقلين، تشمل “الخروج على ولي الأمر، والتعدي على دول صديقة، والتخابر مع جهات خارجية، والسعي لإثارة الفتن وزعزعة أمن الدولة، وتمويل جهات إرهابية خارج المملكة، والانتماء للإخوان المسلمين”، وهو ما ينفيه الموقوفون.
#أنقذوا_عوض_القرني
وشهدت مواقع موجة غضب عارمة تجاه سياسيات ابن سلمان من حمايته للمفسدين مقابل اعتقال وإعدام العلماء، حيث كتبت نورة الحربي تغريدة قالت فيها ” سيكتب التاريخ أنه في حين أن كثير من الشعوب تتمتع بالحريات وتمتلك حرية في التعبير عن الرأي، السعودية تحكم بإعدام الشيخ #عوض_القرني لمجرد تعبيره عن الرأي لايجوز الصمت أمام هذه الانتهاكات من بعد غردوا في #أنقذوا_عوض_القرني.

واستنكر أخرون من تكون عقوبة الإعدام نظير وجود حسابات على وسائل التواصل الاجتماعي
