مبادرة لمحمد بن سلمان لدفع التطبيع مع إسرائيل في ظل عقد اجتماعات سرية

مبادرة لمحمد بن سلمان لدفع التطبيع مع إسرائيل في ظل عقد اجتماعات سرية

أصبح الإسرائيليين على موعد قريب لدخول جزيرتي تيران وصنافير اللتين اشترتهما السعودية من مصر، حيث يسعى ولي العهد السعودي  محمد بن سلمان لدفع التطبيع مع إسرائيل عبر السماح للإسرائيليين بقضاء عطلاتهم في الجزيرتين .

فقد تداولت مصادر إعلامية أن ابن سلمان يعتزم بناء جسر بري يربط بين المملكة ومصر من أجل تسهيل انتقال الإسرائيليين إلى الجزيرتين.

وتم إبرام صفقة بيع جزيرتي تيران وصنافير من مصر إلى السعودية في عام 2016، كجزء من عملية تحديد الحدود البحرية المتنازع عليها بين البلدين، رغم المعارضة المصرية، التي تقول إن الجزر التي أعادتها إسرائيل إلى مصر في اتفاقيات السلام تعتبر أرضًا مصرية مقدسة.

وأثار توقيع الرئيس المصري “عبد الفتاح السيسي” على اتفاقية ترسيم الحدود البحرية مع السعودية، التي انتقلت بموجبها تبعية جزيرتي تيران وصنافير في البحر الأحمر إلى المملكة، غضبا شعبيا واسعا، وخرجت وقتها مظاهرات منددة بالاتفاقية واعتبرتها تفريطا في أرض مصرية.

وطالبت إسرائيل ألا يكون نقل ملكية الجزر مخالفة لاتفاقية السلام التي نصت على تفكيكها، وأن تعمل فيها قوة متعددة الجنسيات بقيادة الولايات المتحدة، حيث تخشى إسرائيل أن نقل ملكية الجزيرتين إلى سيطرة السعودية على المخرج من خليج إيلات، لذلك أرادوا التأكد من أن حركة المرور الإسرائيلية على طرق التجارة لن تتضرر.

وتبعد جزيرتا تيران وصنافير عن بعضهما بمسافة نحو 4 كيلومترات في مياه البحر الأحمر، وتتحكم الجزيرتان في مدخل خليج العقبة، وميناءي العقبة في الأردن، وإيلات في إسرائيل.

وتقع جزيرة تيران عند مدخل خليج العقبة، على امتدادٍ مائي يتسم بأهمية استراتيجية يطلق عليه “مضيق تيران”، وهو طريق إسرائيل لدخول البحر الأحمر.

وطرحت هذه القضية في التقاضي بين الدول المشاركة في الصفقة، بما في ذلك أثناء زيارة الرئيس الأمريكي “جو بايدن” إلى المنطقة الصيف الماضي.

ومع انتخاب “بنيامين نتنياهو” رئيساً للوزراء، تجددت الاتصالات بين الأطراف فيما يتعلق بالفائدة على السياح الإسرائيليين،

وفي هذه المرحلة، تبحث مصر عن دور ولو جزئي على الجزر، بهدف الحفاظ على اتفاقيات السلام وإعطاء الإسرائيليين فرصة للقاء داخلها.

وبالتالي، سيتمكن حاملو جوازات السفر الإسرائيلية الذين يصلون من طابا أو شرم الشيخ من قضاء بعض الوقت في الفنادق والكازينوهات التي تديرها الشركات السعودية.

وكانت مصادر أكدت لنيفر نيوم أن فتح جزيرتي تيران وصنافير أمام السياح الإسرائيليين يشير إلى رغبة ابن سلمان في تعزيز خطوات أقرب إلى إسرائيل تدريجيا في ظل رفض شعبي لها.

ومع ذلك، فإن هذه الرؤية ستتم بشكل تدريجي وفي أماكن ليس لها أهمية سياسية بعيدة المدى و”ستكون الخطوات بوتيرة بطيئة، لكن الاختراق الحقيقي لم يتحقق بعد” وأن الأمور ستحسم عقب استقرار حكومة نتنياهو، والتي تخرج مظاهرات في إسرائيل ضدها.

ومنذ توقيع اتفاقيات تطبيع مع الإمارات والبحرين، يبذل “نتنياهو” جهودًا للتوصل إلى اتفاق تطبيع مع السعودية، قبل أن يعرب عن تفائله للتوصل إلى اتفاق مع المملكة قريبا.

ومؤخرا، تزايدت التقارير والمؤشرات حول استعداد السعودية للدخول إلى حظيرة التطبيع مع دولة الاحتلال، حيث أشارت تقارير إلى أن “بن سلمان” لا يمانع من التطبيع مع إسرائيل، لكن وجود والده الملك “سلمان بن عبد العزيز” هو العقبة الأبرز في هذا الطريق.

وكشفت مصادر بالديون الملكي أن خطوات التقارب مع إسرائيل تشمل اجتماعات سرية على المستوي السياسي والاستخباراتي مع قيادات سعودية إسرائيلية وأضافت المصادر أن الأجهزة التابعة لابن سلمان بدأت في خلق مناخ داخلي مناسب يتقبل فكرة التطبيع، عن طريق توجيه الرأي العام إعلامياً.

وقال الصحفي الإسرائيلي إنريكي تسيمرمان  “في إطار التقارب بين السعودية و”إسرائيل “بتنا نلمس وجود جالية يهودية في الرياض ونشاطاً لرجال أعمال إسرائيليين يعملون منذ فترة في المملكة”. وأضاف: “نحن أمام بداية حقبة جديدة، هناك أمور جديدة بدأت لكنها تستغرق مزيداً من الوقت”.

وأشار الصحفي الإسرائيلي إلى أنه “خلال الأسابيع الأخيرة تضاعفت الأنباء عن علاقات رسمية بين السعودية و”إسرائيل”، وتكاثرت المعلومات بشأن إنشاء علاقات مستقبلية بين الطرفين.

شارك المقالFacebookXEmailWhatsAppLinkedIn
اترك تعليقاً