عاصفة إعلامية، وضجة غير مسبوقة حول رحلة فضائية تبين فيما بعد أنها ترفيهية وليس لها علاقة بالبحث العلمي من أجل غسيل سمعة ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان.
قالت مصادر خاصة إن رحلة السعوديين علي القرني و ريانة برناوي إلى الفضاء لم تكن لأغراض بحثية كما روج الإعلام السعودي وأضافت المصادر أن الرحلة تكلفت ١١٠ مليون دولار خلال ٨ أيتم فقط مشيرة إلى أن هدف الرحلة هو تحسين صورة ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان. وبينت أن الرحلة مستأجرة على متن الصاروخ “فالكون 9” التابع لشركة “سبيس إكس”، المملوكة للملياردير الأميركي إيلون ماسك، في رحلة تنظمها شركة “أكسيوم سبيس”.
تندرج الرحلة ضمن السياحة الفضائية ومتاحة لأي شخص يمكنه دفع المال، أعلنت الحكومة السعودية أن برنامج الرحلة علمي بحثي لكن البرنامج المعلن من الشركة المنظمة لم يعلن أي شيء من ذلك.
وريانة برناوي اختصاصية في الطب الحيوي، وتتمتع بخبرة تزيد على 9 سنوات في برامج إعادة هندسة الخلايا الجذعية والأنسجة. وقد عملت طوال حياتها المهنية على تحسين بروتوكولات البحث، واستكشاف العديد من التقنيات، وإدارة العديد من مشروعات أبحاث سرطان الثدي، ونشر العديد من الأبحاث في المجال نفسه، فهي ليس لها علاقة بالفضاء.
كما أنها حاصلة على درجة الماجستير في العلوم الطبية الحيوية مع مرتبة الشرف الأولى من جامعة الفيصل، ودرجة البكالوريوس في علم الإنجاب والهندسة الوراثية وتطوير الأنسجة من جامعة أوتاغو.
يبدو أن ميزانية المملكة العربية السعودية مخصصة للإنفاق على ولي العهد الأمير محمد بن سلمان وليس الشعب، يهدر منها حيث يشاء على رغباته ونزواته وتحسين صورته.
أمر ابن سلمان الحكومة بتوجيه الإنفاق نحو الرياضة والترفيه والتسلية؛ كأداة سياسية لتعزيز حكمه. يستعد الصندوق الثقافي السعودي لإطلاق برنامج جديد لتمويل صناعة السينما بقيمة 233 مليون دولار .
وقالت مصادر في وقت سابق إن السعودية حولت اهتماماتها نحو هوليوود بعد أن استثمرت مليارات الدولارات في دوري جديد للجولف ومليارات أخرى في ألعاب الفيديو. وأضافت أن ابن سلمان أمر الحكومة السعودية بتقديم حوافز سخية لصانعي الأفلام والاستوديوهات حال تصويرهم الأعمال بالمملكة.
وأضافت المصادر أن مجلس الوزراء السعودي خصص مبلغ 879 مليون ريال سعودي لتمويل أفلام سينمائية. وبينت أن مهرجان البحر الأحمر السينمائي في السعودية، استضاف المنتج الإسرائيلي يوري سينجر، الذي يخطط لتصوير فيلم في المملكة.
استثمر ابن سلمان مليارات الدولارات في مشاريع الترفيه محليا ودوليا والتي ثار كثير من الجدل بشأن جدواها، وتواجه تعثرا وتأخرا في الإنجاز، فولي العهد السعودي أعلن عن خطط للترفيه تتمثل في إنفاق ٦٤ مليار دولار خلال ١٠ سنوات ومن بينها مشروع نيوم بتكلفة ٥٠٠ مليار دولار يضم استثمارات في الترفيه وفي عام ٢٠١٧ أعلن عن مشروع البحر الأحمر السياحي يضم أكثر من ٥٠ جزيرة ، كما أطلق ابن سلمان مشروع القدية قرب الرياض بتكلفة ٨ مليارات دولار للبنية التحتية ، دوليا استثمر ابن سلمان مليارات الترفيه في مشاريع لا تدر على أي أرباح على المواطن السعودي ،حيث اشترى أسهم في شركة ديزني بنصف مليار دولار وأسهم في شركة فيس بوك ب ٢٥٠ مليون دولار وانفق ٤٥٠ مليون دولار في مجموعة لايف نيشن الأمريكية، واشتري ابن سلمان حصة في شركة كارنيفال مشغلة السفن السياحية ب ٣٧٠ مليون دولار، ويسعى ابن سلمان لشراء مجموعة وورنر الموسيقية بأكثر من ١٢ مليار دولار.
وبينما يعاني المجتمع السعودي الفقر والبطالة التي سجلت نسبة قياسية باقترابها من 13%، بدا واضحا إقبال ابن سلمان منذ تعيينه وليا لولي للعهد على مظاهر الحياة والمتعة والإنفاق بترف، بداية بشراء القصر واليخت واللوحة الأغلى بالعالم، مرورا بصفقات مع واشنطن كانت الأكبر تاريخيا مما أثار لغطا كثيرا، وانتهاء بمشاريع “مليارية” بمسميات غير مألوفة ومأخوذة من أفلام الخيال العلمي وألعاب الفيديو وبمقدمتها مشروع “نيوم”.