على رغم أن لديها جيشا مزودا بعتاد أمريكي متقدم، ودخولها في حرب مستمرة مع جماعة الحوثي في اليمن بدعوى استعادة الشرعية تارة وحماية الأمن القومي السعودي تارة، وعلى رغم امتداد موانئها على البحر الأحمر، واعتمادها على استيراد ٣٦٪ من وارداتها، لم تعلن أمريكا اسم المملكة العربية السعودية في قائمة الدول المشاركة في تحالف بحري جديد بقيادتها لحماية الملاحة في البحر الأحمر بعد إعلان الحوثي اليمني قطع الطريق البحري على أي سفينة تتجه صوب إسرائيل من البحر الأحمر بسبب حرب الاحتلال الإسرائيلي على غزة
جدير بالذكر أن السعودية قد أعلنت دخولها مع الإمارات والأردن في اعتماد محور بري تصل من خلاله المنتجات والسلع الإماراتية إلى دولة الاحتلال بعد احتجاز الحوثيين سفينتين متجهتين إلى إسرائيل
المختصون قالوا بأن عدم وجود السعودية في قائمة الدول التي تقوم على حماية الملاحة في البحر يكشف حالة الفشل العسكري والخسارة التي مني بها محمد بن سلمان في اليمن ويكشف عن قوة الحوثي عليه وإبطال مزاعم القضاء على المواجهة اليمنية المدعومة من إيران.
آخرون قالوا بأن بن سلمان بات في حالة ضعف يخشى أن ينضم لتلك القائمة فتسبب عاجلا أو آجلا في الدخول في حرب مع الحوثيين والذين يعتبرهم محاربين بالوكالة عن إيران، حيث يتخوف ولي العهد السعودي من أن تغدر به أمريكا في المستقبل فتخرج من تحالف حماية الملاحة الجديد وتتركه في مواجهة الحوثيين منفردا إذ لا يقوى على الدخول في حرب جديدة بعد التهدئة التي أعلنها بالتنسيق مع الحوثيين بعدما استطاعت صواريخهم الوصول إلى الرياض وشركة أرامكو.
البعض يرون أن التحالف الأمريكي الجديد يستهدف جلب الأموال من جديد من المملكة مثلما فعل دونالد ترامب خلال فترة ولايته للرئاسة الأمريكية، إذ يرون أن العمليات التي قامت بها قوات الحوثي في البحر الأحمر لم تضر بالاحتلال الإسرائيلي ولم تصل قوتها حد التأثير على الوضع في دولة الاحتلال الإسرائيلي، فأمريكا بالتالي تريد استنزاف إمكانات السعودية المالية في دوامة جديدة ربما لا تخرج منها لسنوات عدة كما فعلت عندما أعلنت عاصفة الحزم على اليمن.
حتى كتابة هذا التقرير لم تقم الخارجية السعودية بالرد على أي استفسارات حول عدم وجود اسم المملكة في القائمة الجديدة لتحالف حماية الملاحة في البحر الأحمر.
مصادر خاصة ألمحت لنا إلى أن الغياب السعودي عن قائمة التحالف الجديد لحماية الملاحة في البحر الأحمر جاء لرغبة المملكة في تجنب التصعيد وتنشيط التوترات مع دولة إيران أو تعريض جهود السلام في اليمن مع الحوثي لخطر نقض الاتفاقيات والهدنة من خلال الانضمام لأي عدوان بحري عليهم.
وأضاف إن حربا أخرى ربما تنقل العملية السياسية الدائرة إلى عملية عسكرية أخرى قد تفسد الخريطة الجيوسياسية للشرق الأوسط في الوقت الحالي والمستقبل، وهو لم مالم ترغب فيه المملكة السعودية إذ تريد أن تعيد النظر في العلاقات مع إسرائيل وتحاول تسوية الأمور وتهدئة الصراع مع إيران.
تقارير أخرى قالت بأن ولي العهد السعودي يحاول الحفاظ على ما تبقى من سمعته عند الدول الغربية بعدما أضرت بها الحرب على اليمن حيث اتهمته منظمات حقوقية عالمية بارتكاب جرائم حرب والتسبب في مجاعة داخل اليمن وقصف المدنيين.
وبالنظر في كل تلك التحليلات السياسية والأمنية للوضع الجديد ورفض السعودية الانضمام إلى تحالف حماية الملاحة في البحر الأحمر يتبين أن ولي العهد في موقف ضعف وأنه أدخل المملكة في صراعات مع الجوار كانت في غنى عنها، جرت عليها مشكلات كبرى وأساءت إلى سمعتها وسمعت الأسرة الحاكمة بسبب تهور السياسي وقصره عن فهم مجريات الواقع من حوله.
