قبل أسابيع قالت السعودية أنها تقترب يوما بعد يوم من التطبيع مع إسرائيل، كما صرح أيضا سفير السعودية لدى المملكة المتحدة الأمير خالد بن بندر آل سعود بأن هناك اهتمام بتطبيع العلاقات مضيفا مستمر لما كان سابقا منذ عام 1982
الجميع الآن بات يرى حرص ولي العهد السعودي محمد بن سلمان على التطبيع مع إسرائيل وهو الذي قال قبل ذلك في مقابلة مع شبكة فوكس نيوز ردا على سؤال حول المحادثات التي تهدف إلى توصل المملكة لاتفاق مع إسرائيل لإقامة علاقات دبلوماسية: إننا كل يوم نقترب، ولم يكن ولي العهد يقصد بالاقتراب مجرد المشاعر وإنما قصد به الإجراءات الفعلية المعلنة والموجودة في الواقع، إذ يرى المختصون والمحللون أن ولي العهد أصبح يلعب دورا خطيرا في المنطقة لصالح الكيان الإسرائيلي لكنه يريد أن يكون التطبيع واجهة معلنة يتم تحتها مخططات خبيثة في المنطقة.
معارضون لسياسات الاحتلال والتقارب معه يرو أن التصريحات التي يطلقها الطرفان الاسرائيلي والسعودي ما هي إلا ألاعيب لصرف النظر عما يجري بالفعل سرا بينهما.
كما يرى بعض الخبراء والمحللون أن من ضمن الأدوار التي تلعبها المملكة السعودية كعميل أساسي للكيان الصهيوني وأمريكا إعادة ترسيم الشرق الأوسط، فدورها في اليمن على سبيل المثال، ودعمها للأنظمة المستبدة وموقفها المتخاذل المتآمر من الحرب في غزة وغير ذلك الأدوار لا يليق إلا بدول عميلة للغرب تريد أن يكون لها دور وسيادة ولو على حساب شرفها.
تأكيدا على ذلك يقوم بن سلمان بحرب شرسة لتغيير المملكة وتجريفها أخلاقيا ودينيا واجتماعيا وابعادها عن الإسلام شيئا فشيئا.
كما يرى السياسيون والمحللون أن التطبيع مع كل الدول العربية وسيلة ولكن التطبيع مع السعودية غاية لنفع الاحتلال وتثبيت ملك بن سلمان قبل أي شيء آخر
و من الدلالات الواضحة على رغبة بن سلمان الجامحة في التقرب من الاحتلال ما يسمى بمشروع نيوم في رؤية ٢٠٣٠ والتي اسمها مشتق من مملكة نعوم التوراتية وموقعها في قلب دولتهم المزعومة “إسرائيل الكبرى”، فنيوم مدينة لن تكون للسعوديين فقط بل للإسرائيليين والسعوديين لتذوب بينهم الفوارق وتتمد بينهم العلاقات وفقا لخطة بن سلمان على خطى بن زايد.
جدير بالذكر أن شركات إسرائيلية تعمل مباشرة في نيوم وتتحكم في أخطر مفاصلها وهو قطاع البيانات ونظم المعلومات إذ تديره شركة Check Point الإسرائيلية، كما قال الحاخام اليهودي يعقوب يسرائيل بأنه تم طرح فكرة نيوم عليه قبل سنوات، فمن الذي طرح الفكرة عليه ولماذا تُطرح على حاخام إسرائيلي؟.
تأتي بعد ذلك فكرة الاستحواذ على الجزيرتين المصريتين تيران وصنافير وقد أصرت المملكة على تملكهما من مصر بعد زمن من المحاولات ودفعت مقابلهما مليارات الدولارات، وذلك بهدف جعلها مياهًا دولية تسمح بالملاحة الحرة دون تدخل أي طرف، وبالتالي لن يستطيع أحد تهديد أمن إسرائيل مستقبلًا أو منعها من الملاحة في المضيق الاستراتيجي!
فكرة ترويج التطبيع مع إسرائيل على أنه جزء طبيعي في الوطن العربي وتجاهل الممارسات الصهيونية من إبادة وتشريد الفلسطينيين وإقامة العلاقات وتجاوز الجرائم الإسرائيلية بحق الفلسطينين هي مسعى وهدف أصيل لابن سلمان
وللحقيقة؛ إن الاحتلال لا يطمع في دول صغيرة كالبحرين والإمارات التي تطوعت لأن تكون مستعمرة صهيونية، لكنه يطمع في التطبيع مع السعودية والدول الكبرى، وهذا هدف يسعى الصهاينة لتحقيقه في عهد بن سلمان، مقابل تثبيت أركان حكمه القائم على القمع وتغريب البلاد وطبعها بالطابع الغربي لطمس كل ما هو إسلامي