من الذي صمم مدينتي نيوم وذا لاين.. وأين أصوات المعمارين والاقتصاديين في المملكة؟

من الذي صمم مدينتي نيوم وذا لاين.. وأين أصوات المعمارين والاقتصاديين في المملكة؟

الجميع يذكر يوم وقف ابن سلمان أمام الجمهور منتفشا يقول: إن مدينة نيوم هي مدينة الحالمين في العالم، هي ستكون شيئا خاقا لأولئك الحالمين، نيوم لن تخلق وظائف للسعوديين وحدهم وإنما ستوفر محاور للجميع من العالم.
من يمعن التركيز والنظر في خطاب بن سلمان أول عهده عن نيوم يعرف أنه أشبه بخطاب أستاذه حينها محمد بن زايد الذي باع الأوهام بمشروعات عقارية كبرى قبل الأزمة العالمية الاقتصادية ولم يتحقق منها شيء، كما لم تتحقق أحلام بن سلمان في نيوم، ولم تنته مرحلة واحدة من مراحل المدينة الحالمة رغم الوعود المتكررة بإنجازها.
بعد سنوات كشفت ضعف الأمير الفاشل أعلن أنه كان يقصد بالمرحلة الأولى مدينة (ذا لاين) التي هي عبارة عن ناطحتي سحاب، وراح ابن سلمان يروج لها، وبأنها قريبا ستضم ملايين السكان من العالم كله.
المدينة الجديدة ذا لاين تمتدّ قرابة 170 كيلومتراً، وعرضها لا يزيد عن المائتي متر، ومباني ترتفع حوالي 500 متر، بتصميمٌ يبدو وكأنّه مشهد من أفلام الخيال العلمي، ولحظ بن سلمان المتعثر تبيّن أن إدارة مدينة أحلامه استعانت بمصمّمين يعملون في مجال أفلام الخيال العلمي لكي يزوّدونها برسومٍ وأفكار خيالية، كما شرح أحد المعماريين الأجانب، والذي صمّم منتجعاً في «نيوم» فلسفته في البناء ووظيفته انطلاقاً من مفاهيم الفانتازيا الخيالية.
اليوم آلاف الآليات والمعدات تعمل في ذا لاين لتحفر خندقا في الصحراء شمال غرب المملكة السعودية، ليكون هو أساس المرحلة الأولى من المدينة، كما قام ابن سلمان بإبرام عقد شق ترعة اصطناعية بين جبال مدينة نيوم، ليكون من حولها مشروعا للتزلج والرياضات الشتوية.
كما قال ابن سلمان بإبرام عقد فيلم وثائقي بمئات الآلاف من الدولارات مع قناة «ديسكوفري» الأميركية لعرض فيلم وثائقي مفصّل عن مدينة نيوم يظهر خلال مشاهده ولي العهد السعودية كرجل يبني مدينة الأحلام العالمية للحالمين حول العالم.
أين المعماريون الواقعيون؟
منذ أعلن ولي العهد السعودي عن مدينته الحالمة الخيالية، ولم يخرج معماري يشرح على أرض الواقع مستقبل المدينة وإمكانية تحقق الأوصاف والإمكانات التي يتغنى بها بن سلمان، فهل يخاف المعماريون أن يتحدثوا عن الفشل الذي تحدثت عنه عشرات الصحف والتقارير العالمية المتخصصة، أم أن سطوة بن سلمان جعلت أهل التخصص من المعماريين لا يستطيعون دخول المدينة لتقييمها تقييمها فنيا هندسيا حقيقيا.
لم يكن أحد المهندسين العالميين يمزح حين قال إن تصميم نيوم وذا لاين لا يمت للواقع والهندسة والمعمار بصلة، وأن الذي قام بتصميم المدينتين هو المهندس محمد بن سلمان، الرجل قالها بسخرية لكنه أجزم على أنها الحقيقة، إن المدينة لا وجود لها على لوحات التصميم المعماري وبرامجه، لأن وجودها الحقيقي في مخيلة ولي العهد السعودي، فهو الذي يرسم ويصمم ويخطط وينفذ هذا الفشل الذي التهم ميزانية المملكة بما لم يحقق أي منجز يذكر.
تراجع الواقع السعودي
خلال السنوات التي سبقت عهد بن سلمان كان الممكن أن تسمع رأيا مخالفات لما يجري ويدور في قطاع الاقتصاد الأعمال، لكن ومنذ جاء الفتى المتهور ولم يعد على الساحة صوت عقلاني يسمع، إذا لا ظهور ولا مساحات إلا لمن يخرج يضلل الشعب ويمتدح خطط بن سلمان الفاشلة مقابل المال والشهرة، حتى من بين علماء الدين الذين كان الناس ينتظرون منهم مواقف مشرفة، بات منهم من همه إرضاء ولي العهد مهما كلفه ذلك من خسارة وحط مكانته وقيمته.
الآن؛ صمتت كلّ الأصوات: بعضهم اختفى في السجن، والبعض الآخر توقّف عن الكتابة خشية الملاحقة، ومن تبقّى لم يعد يجد عقلا يناقشه في نّقد بناء لسياسات الحكومة، ومشاريعها الإستراتيجية الخيالية على طريقة «نيوم».

شارك المقالFacebookXEmailWhatsAppLinkedIn
اترك تعليقاً