في تناغم عجيب بين الصحف العالمية نطالع كل يوم وآخر تقريرا هنا ومقالة هناك تتحدث عن فشل مشاريع ولي العهد السعودي التي غازل بها الرأي السعودي وحاول مع العالم لكنه لم يفلح في أن يعيد تسويق نفسه كشاب مصلح بدلا من أمير طائش قتل الصحفي وسجن أصحاب الرأي والكلمة.
وكالة الأنباء الدولية “بلومبيرغ” وصفت مشاريع ولي العهد السعودي محمد بن سلمان التي تصدرت رؤية 2030 المزعومة لتنويع الاقتصاد السعودي، بأنها “باهظة الثمن بجنون وعديمة الجدوى”.
صحف ومجلات اقتصادية أخرى سلطت الضوء على لجوء الحكومة السعودية بأوامر من ابن سلمان إلى اقتراض المليارات لأجل تمويل المشاريع المتعثرة التي يصر محمد بن سلمان على المضي قدما فيها رغم عدم جدواها وأهميتها للمواطن وارتفاع تكلفتها.
اللافت إلى فشل بن سلمان في استثماراته على سبيل المثال استثماره في شركة لوسيد -وهي واحدة من عدة شركات ناشئة في قطاع السيارات الكهربائية تضررت بشدة بسبب تباطؤ نمو الطلب وحرب الأسعار التي أشعلتها شركة تسلا- والذي يعد الاستثمار الأخطر في رهانات ابن سلمان الاستثمارية لأنه يستهلك الأموال السعودية للبقاء على قيد الحياة دون أن يحقق لها عائدا يذكر.
فعلى سبيل المثال لا الحصر على الإخفاقات، حصلت شركة لوسيد على تمويل بمليار دولار من الحكومة السعودية و5.4 مليار دولار من صندوق الاستثمارات العامة السعودي، بعدما وقعت شركة لوسيد لتصنيع السيارات الكهربائية صفقة تحصل بمقتضاها على مليار دولار من شركة تابعة لصندوق الاستثمارات العامة السعودي.
وأضافت لوسيد أن شركة أيار الثالثة للاستثمار، إحدى الشركات التابعة لصندوق الثروة السيادية، ستشتري أسهما قابلة للتحويل بمليار دولار، وقالت لوسيد التي تواجه طلبا أضعف من المتوقع، إنها تعتزم استخدام العائد لتعزيز الإنفاق الرأسمالي ضمن أهداف أخرى.
إشارات المختصين حول صفقات الحكومة السعودية وصندوق الاستثمارات رأت أن الصفقة فاشلة إذ لا تخضع لقراءة مستقبل الشركة وقدرتها على المنافسة وهو ما يجعل الاستثمار فيها استثمار في مهب الريح
إشارات اقتصادية أخر وفقا لصحف ومؤسسات متخصصة دلت على أن سعي الحكومة لتحقيق أهداف جزئية لرؤية 2030 أصبحت حالة بعيدة المنال في الوقت الحالي والمستقبل القريب وهو ما دفع المستثمرين الأجانب للحذر، ودفع حكومة بن سلمان لإعادة حساباتها وتقليص دعم المشاريع العملاقة لصالح سد العجز المالي الذي لم تكن تتوقعه.