أواخر الشهر الماضي وبالتحديد يوم السابع والعشرين من أبريل انتفضت رابطة “مشجعي نادي نيوكاسل يونايتد لمناهضة الغسيل الرياضي” والتي قامت بوقفة احتجاجية في فندق بريدج في نيوكاسل في بريطانيا، حملوا خلالها لافتات ترفض محاولة ولي العهد السعودية عملية الغسيل الرياضي لسمعته بعد تفشي سوء سجله في حقوق الإنسان.
خلال الوقفة الاحتجاجية تكلم المشجعون عن الانتهاكات الحقوقية التي يتعرض لها أبناء السعودية المعارضين لسياسات ولي العهد السعودي، والنشطاء الذين يدافعون عن قضايا حقوق الإنسان وحرية التعبير في المملكة.
كما ندد المتظاهرون ضد ابن سلمان بالفساد المالي في عمليات الغسيل الرياضي واعتبروه نوعا من الانتهاكات الحقوقية وإفساد الحياة الكروية في بلادهم، إذ يحاول ابن سلمان من خلال إنفاق مليارات الدولارات غسيل سمعته في الوقت الذي يعاني فيه المواطنون السعوديون من ارتفاع الأسعار وغلاء المعيشة وارتفاع نسب البطالة والفقر.
الوقفة الاحتجاجية التي نظمتها الرابطة تزامنت مع مباراة بين نيوكاسل يونايتد وشيفيلد يونايتد المملوك من “الأمير السعودي” عبد الله بن مساعد آل سعود، وخلال الوقفة وزّع المتظاهرون على المارة بيانا يشرح أسباب وقفتهم واحتجاجهم قالوا فيه: لقد قمنا بحملة ضد الدكتاتورية السعودية باستخدام نادينا كمشروع لصرف الانتباه عن انتهاكاتهم الجسيمة لحقوق الإنسان منذ الاستيلاء عليه” ونحن “نواصل دعم فرقنا، إلا أننا لا ندعم أموال وسياسات النظام السعودي”.
وعن المعارضين المعتقلين في المملكة طالب أفراد الرابطة بالإفراج عن المعتقلة سلمى الشهاب، التي كانت تكمل رسالة الدكتوراه في بريطانيا قبل أن تُعتقل خلال زيارة لها إلى “السعودية”، واستغلوا هذه الواقعة لكشف التضييق التي تعاني منه المرأة السعودية في زمن الانفتاح الذي يدعيه ولي العهد السعودي.
كما طالبت الرابطة بحماية ما أسمتهم بضحايا الديكتاتورية السعودية، إذ يواجه 9 شبان تهديدًا بالإعدام بسبب “جرائم” ارتكبوها عندما كانوا أطفالًا.
ولم ينس المشاركون في الوقفة الإشارة إلى أن السلطات السعودية قد أقدمت على إعدام 173 شخصًا عام ٢٠٢٣، وإعدام ٨١ شخصا في حملة إعدام جماعي عام 2022.
وعن تخوفهم على مستقبل الرياضة في البلاد بعدما تدفقت إليها أموال السعودية، قال المشجعون المتظاهرون: إننا لا يمكننا أن نسمح للدول القومية والأنظمة التي تنتهك حقوق الإنسان بالاستيلاء على كرة القدم في بلادنا لأجل غسيل سمعتهم الملوثة.
أندرو فاينشتاين، كاتب وناشط، عضو البرلمان السابق لحزب المؤتمر الوطني الأفريقي، وصاحب كتاب “عالم الظل: داخل تجارة الأسلحة العالمية”، قال خلال الوقفة: لا ينبغي أن تكون أندية كرة القدم لدينا ألعوبة للأنظمة القاتلة والفاسدة مثل السعودية، التي قتلت عشرات الآلاف من المدنيين الأبرياء في اليمن، ولا تزال تواصل قطع رؤوس وإعدام المئات من مواطنيها كل عام، وتضيق الخناق على حرية التعبير والنشاط السياسي، إننا ندعو إلى طرد هذه الدول من أصحاب أنديتنا”.
جدير بالذكر أن المئات من طلاب جامعة ليدز البريطانية طالبوا بالإفراج الفوري عن طالبة الدكتوراه السعودية سلمى الشهاب التي كانت تحضّر رسالة الدكتوراه الخاص بها في الجامعة قبل أن تعتقلها السلطات السعودية خلال زيارة للسعودية.
كما استحث 340 من الأكاديميين والطلاب والموظفين نائب المستشار هاي سوي يو ونائب المستشار أليستر دا كوستا في جامعة ليدز على دعوة السعودية علنًا إلى إطلاق سراح الشهاب، والتي حُكم عليها بالسجن لمدة ٢٧ عاما وفرض حظر السفر عليها ٢٧ عاما أخرى بموجب قانون مكافحة الإرهاب السعودي، إذ واجهت تهماً تشمل نشر تغريدات “من شأنها تعطيل النظام العام”، لمجرد أنها دعمت في تغريدات حق السجناء في السعودية في ممارسة حقوقهم.