فايننشال تايمز البريطانية.. مشروعات ابن سلمان في منتصف الطريق ولا فائدة اقتصادية من ورائها

فايننشال تايمز البريطانية.. مشروعات ابن سلمان في منتصف الطريق ولا فائدة اقتصادية من ورائها

بن سلمان
بن سلمان

خلال الأسابيع الماضية قالت السلطات السعودية بأنها تعيد النظر في مشروعات رؤية 2030 بتأجيل بعضها وتقليص أهداف بعضها، جاء هذا الكلام على لسان أكثر من مسؤول على رأسهم محمد الجدعان وزير المالية السعودي.
من جانبها قالت صحيفة فايننشال تايمز البريطانية إن المملكة السعودية بدأت تنظر بعين الواقع إلى المشروعات التي روّج لها ولي العهد السعودي في رؤية 2030 لأسباب عدة أهمها فشل هذه المشروعات في جذب المستثمرين الأجانب والسياح، وثانيها هو الأزمة المالية التي ضربت البلاد فلم تعد المملكة قادرة على تمويل هذه المشروعات بسبب العجز في الميزانية والذي يرجع إلى الإنفاق الكبير على مشروعات الرؤية دون أن يكون لها ثمرة اقتصادية حقيقية على ميزانية الدولة.
جدير بالذكر أن ولي العهد قد قال عن خطته عام 2017 والمتمثلة في رؤية 2030 أن السماء هي الحد الأقصى لطموحاته، لكنه من يومها إلى الآن لم ينته من تحقيق مشروع واحد من مشاريع رؤيته، ولم يترتب على هذه المشروعات أي تدفق استثماري أجنبي يذكر، وأصبح اليوم واقفا في منتصف الطريق بمشروعاته التي بدد فيها مئات المليارات من الدولارات، إذ تعجز ميزانية المملكة عن استكمال المشروعات، ومعروف أن الوقوف في منتصف الطريق هو مقبرة المشروعات الكبرى، وقد نبهه لذلك أهل الاقتصاد والمختصون لكنه لم يسمع إلا لنفسه، واليوم تجني الدولة ثمار خيبته.
الصحيفة أرجعت إعادة قادة المملكة النظر في مشروعات بن سلمان إلى انخفاض الاستثمار الأجنبي عن المتوقع بكثير في المشروعات التي تم طرحها من قبل ولي العهد السعودي رغم كل الميزات الاقتصادية التي أعلنت عنها الدولة للشركات التي ترغب في الاستثمار في السعودية، إذ يعد الاستثمار الأجنبي هو الطريقة المثلى والأفضل لمثل هذه المشروعات لا أن تتحمل ميزانية الدولة تمويلها والإنفاق عليها.
الصحيفة استندت في تقريرها إلى تقليص السلطات السعودية أهدافها في مشروعات نيوم بعدما أعلنت عن فشلها في تحقيق مستهدفها في مشروع ذا لاين لتلجأ إلى تقليل مساحته وعدد السكان المستهدفين منه، إذ كان من المفترض أن يمتد الخط لمسافة 170 كم وأن يكون في النهاية موطنا ل 1.5 مليون نسمة، لكن مسؤولي المشروع أخبروا الزوار مؤخرا أنهم يعطون الأولوية للوحدة الأولى، والتي ستكون أقصر بكثير وتضم جزءا صغيرا من هذا العدد.
كما كانت الحكومة السعودية قد أعلنت فشلها في مضاعفة سكان الرياض إلى 15 مليونا وقالت بأنها قلصت طموحها إلى 10 ملايين شخص بحلول 2030.
مصادر خاصة قالت لنا: بأن ولي العهد السعودي بات مرغما على الاستعداد لإجراء محادثات حرجة بشأن مشاريعه في نيوم وإعادة النظر في أي المشروعات يجب أن تتقدم وأيها يجب أن تتأخر أو يتوقف رغم صعوبة ذلك على نفسه أمام الرأي العام لأنه يعتبر ذلك يصب في صوابية رأي الذين خالفوه في أطروحاته الاقتصادية عام 2017، فهل يرضخ به سلمان للواقع أم يكابر ويجر المملكة إلى مزيد من الفشل وزيادة الديون؟

شارك المقالFacebookXEmailWhatsAppLinkedIn
اترك تعليقاً