منذ أشهر مضت كانت تقام في السر جلسات بحث إتمام اتفاقية التطبيع بين الاحتلال الإسرائيلي والمملكة السعودية، ولم يتوقف الحوار بينهما حتى أثناء حرب الإبادة الدائرة على قطاع غزة، والتي راح ضحيتها عشرات الآلاف من القتلى.
جلسات الحوار الدائرة بين السعودية والاحتلال لم تتوج إلى اليوم بالإعلان النهائي عن موعد إتمام اتفاقية التطبيع رغم أن وكالات أنباء عالمية وسياسيون دوليون أعلنوا عن التوافق الكبير بين الاحتلال والدولة السعودية تحت زعامة ولي العهد محمد بن سلمان، ولم يتبق إلا الإعلان الرسمي من قبل الحكومتين على موعد إتمام الاتفاقية.
ديفيد بتريوس، مدير وكالة المخابرات المركزية السابق، قال: إن اتفاقية التطبيع بين الاحتلال والسلطات السعودية قد قطعت شوطا جيدا ولم يتبق أمامها إلا عائق واحد، هو حل الدولتين للصراع الإسرائيلي-الفلسطيني، مضيفا أن هذا الشرط غير قابل للتحقيق في الأمد القريب بسبب الحرب بين إسرائيل وحماس.
جدير بالذكر أن السعودية قد عرضت على إسرائيل الموافقة على شرط حل الدولتين لأجل إتمام الصفقة ولو بموافقة شكلية لكن نتنياهو رفض ذلك.
وفي تعليق له على الأمر قالت قناة “سي إن بي سي” إن رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو قد أعلن عن معارضته لحل الدولتين، وقال بأن هذا الحل كان قد نسي والآن ولأول مرة يتم الترويج له بعدما كان حديثا في اتفاقيات أوسلو ودعمته حينها العديد من الجهات الفاعلة الدولية لكنه لم يطبق.
وأضاف نتنياهو بأن حل الدولتين الذي يتحدث عنه الناس بشكل أساسي سيكون أعظم مكافأة لحماس لأنه يمكنها من إدارة دولة معترف بها بدلا من إدارة قطع محاصر مهمش وهو ما يعزز قوة الفلسطينيين.
جدير بالذكر أن موقع “أكسيوس” قد أعلن يوم 14 مايو أن مستشار الأمن القومي الأميركي، جيك سوليفان، يعتزم زيارة السعودية وإسرائيل، نهاية الأسبوع الجاري، لأجل الانتهاء من الخطوات النهائية لعملية التطبيع، وسط تصاعد التوترات بشأن العملية العسكرية الإسرائيلية في رفح جنوبي غزة.
أضاف الموقع بأن سوليفان يحاول إحراز تقدم في شراكة سعودية أمريكية إسرائيلية كمكافأة للسعودية على عملية التطبيع الرسمية مع إسرائيل، وأن البيت الأبيض يعمل الآن على مسودة معاهدة دفاعية أميركية-سعودية تعزز من قوة المملكة أمام المخاطر التي قد تتخوفها، وسوف تتضمن الصفقة دعما أميركيا لبرنامج نووي مدني سعودي تحت مراقبة الولايات المتحدة الأمريكية.
في السياق ذاته تحاول إدارة الرئيس جو بايدن، دفع السعودية وإسرائيل للتوقيع على اتفاق سلام، تعتبره الإدارة ورقة سياسية رابحة في الانتخابات الرئاسية الأمريكية المزمع إجراؤها في نهاية العام الحالي لصالح بايدن، رغم علم بايدن بأن ابن سلمان يدعم وبكل قوة عودة دونالد ترامب الداعم لفوضى الديكتاتورية في المنطقة، والذي كان يساهم في غسيل سمعة ولي العهد السعودي خلال فترة حكمه السابقة سواء في حربه على اليمن أو فيه حصار دولة قطر أو في قتل الصحفي جمال خاشقجي أو في اعتقال المئات من رموز المملكة السعودية وشبابها ونشطائها.