وسط تكهنات بأن منظمة أوبك بلاس سوف تتجه إلى الإبقاء على تخفيض سعر إنتاج النفط، تعرضت أسهم عملاق النفط السعودي أرامكو للانخفاض إلى أدنى مستوياتها من أكثر من عام، ولأجل الوقوف على أسباب ذلك ومستقبل أسهم الشركة التي تسعى لطرح أسهم جديدة خلال الأيام القادمة ينتظر المستثمرون كلاما واضحا بشأن هذا الطرح الثانوي المرتقب.
جدير بالذكر أن شركة النفط السعودية أرامكو تتطلع إلى بيع أسهم ثانوي لأجل العمل على جمع ما لا يقل عن 10 مليارات دولار، وفقا لما ذكرته وكالة بلومبرغ في شهر فبراير من العام الحالي.
وكانت صحف عالمية قد قالت بأن هناك اجتماعا مرتقبا بين المملكة السعودية وشركائها وذلك في الثاني من يونيو 2024، لمراجعة سياسة الإنتاج، والتي من المرجح أن تبقي إنتاج المملكة السعودية بالقرب من أدنى مستوى له منذ ثلاث سنوات مضت.
كما يأتي هذا التراجع الملحوظ في سعر سهم شركة “أرامكو” بالتزامن مع انخفاض مؤشر الأسهم السعودية على نطاق أوسع، ولربما يرجع ذلك إلى أمرين، أولهما سياسات المملكة في ظل حكم محمد بن سلمان والتي تفتقد إلى الاحترافية في التعامل الاقتصادي بشركة أرامكو، وكذلك إلى تطلع المستثمرين إلى توفير السيولة المتاحة لديهم لعمليات الإدراج الجديدة المحتملة.
محللون قالوا بأن شركة أرامكو قد أعلنت تتداولا جديدا لأسهمها بعدما فقدت 12% من قيمتها السوقية خلال هذا العام، إذ سيكون سعر تداول السهم عند 29.05 ريال، وهو ما يمثل انخفاضاً من سعر طرح السهم عام 2019 والبالغ 32 ريالاً.
وكانت الحكومة في العام 2019 قد جمعت الحكومة 29 مليار دولار من الطرح العام الأولي لشركة أرامكو إذ كان هو الطرح الأكبر على الإطلاق، ما جعل “أرامكو” الشركة الأكثر قيمة حينها في سوق الأسهم، لكنها وبعد 4 سنوات من هذا الطرح أصبحت تحتل المرتبة السادسة بفعل سياسات ابن سلمان.
وبحلول الأحد من الأسبوع القادم تتأهب المملكة العربية السعودية رسمياً لبيع حصة إضافية من أسهم شركة النفط في طرح ثانوي تستهدف أن تجمع من خلاله أكثر من 10 مليارات دولار، وفقاً لمصادرنا من المطلعين على الأمر.
المصادر قالت بأن حكومة بن سلمان تخطط لإجراء عملية بناء سجل الأوامر لحصر اهتمام المستثمرين بالطرح حتى يوم الخميس.
كما ألمحت المصادر إلى أنه لم يتم اتخاذ قرارات نهائية بشأن فترة الطرح، ولا يزال من الممكن أن تتغير شروط الصفقة، بما في ذلك حجمها، وأن شركة “أرامكو” تجنب التعليق والرد الفوري على طلبات التعليق.
الحكومة السعودية تقول بأن هدف الطرح هو المساعدة في تنويع الاقتصاد السعودي الذي لا يزال حتى اللحظة قائما على النفط كمصدر أوحد للدخل في البلاد ويأتي من بعد السياحة الدينية المتمثلة في الحج والعمرة، لكن محللون يرون أن الواقع يشهد بعد 8 سنوات بأن سياسات ابن سلمان ربما تقضي في القريب على هذا المصدر الوحيد أيضا.