منتدى حوكمة الإنترنت.. محاولة جديدة بائسة لتبييض سمعة ابن سلمان لن يقبل الحقوقيون بتمريرها

منتدى حوكمة الإنترنت.. محاولة جديدة بائسة لتبييض سمعة ابن سلمان لن يقبل الحقوقيون بتمريرها

بن سلمان
بن سلمان

في الوقت الذي تحظى فيه السعودية بإجماع عالمي على تراجع حقوق الإنسان في المملكة وانتشار المظالم والانتهاكات تستعد السلطات السعودية لاستضافة منتدى الأمم المتحدة لحوكمة الإنترنت في الرياض نهاية هذا العام، بعدما تم إنشاء قسم الأمم المتحدة كمنصة متعددة الأطراف لتسهيل مناقشة قضايا السياسة العامة المتعلقة بالإنترنت.
جدير بالذكر أن هناك مجموعة من القضايا التي من المفترض أن يناقشها المنتدى خلال انعقاده في ديسمبر المقبل تتخلص في أربعة محاور هي، الابتكار وموازنة المخاطر في العصر الرقمي، وتعزيز المساهمة الرقمية في نشر السلام والتنمية والاستدامة، وتعزيز حقوق الإنسان لمواكبة تطورات العصر الرقمي، وآخرها إمكانيات وقدرات تحسين الحوكمة الرقمية للإنترنت.
حقوقيون دوليون قالوا بأن استضافة السعودية لهذا المنتدى والذي سيناقش آفاق وحدود ومعايير حقوق الإنسان في زمان التطورات الرقمية يعتبر نفاقا عالميا مدفوع الأجر، لأنه لا يمكن لعاقل أن يصدق أن السعودية التي يعلم العالم كله سواد ملفاتها الحقوقية يمكن أن تستضيف منتدى يتحدث عن حقوق الإنسان.
وألمح الحقوقيون إلى أن هذا المنتدى يجب أن يناقش مجريات محاكمة قتلة خاشقجي وانتهاكات الحرب السعودية على اليمن وأوضاع المعتقلين السياسيين في سجون ولي العهد السعودي من كافة شرائح المجتمع بدلا من مناقشة واقع حقوق الإنسان في العالم زمن الرقمنة.
فريدوم هاوس قالت كيف يتم ذلك في بلد تُجمع ثمانية تقارير من أصل 100 في تقرير عنها لعام 2023 على أنها بلد غير حرة، تُقيد فيها الملكية المطلقة جميع الحقوق السياسية والحريات المدنية.
فضلا أن مشروعات رؤية ابن سلمان ٢٠٣٠ قد تعرضت هي الأخرى لانتقادات شديدة أقلها تلك التي وصفتها بالفاشلة لكنها في الحقيقة مشروعات واهمة لن تكون حقيقة يوما من الأيام.
في السياق ذاته وبالنظر إلى موضوعات المنتدى الرئيسية سنجد أن اثنين على الأقل من الموضوعات الأربعة يتعارضان مع واقع السعودية تعارضا تاما، إذ هي دولة لا تعزز حقوق الإنسان، ولا تساهم في السلام، ما يعني أن المنتدى مدفوع الأجر وليس سوى أداة جديدة من أدوات تبييض سمعة ولي العهد السعودي دوليا، والتغافل عن مساوئ الحكم والانتهاكات الحقوقية في مملكته.
كما أن هناك أدلة وشواهد على أن دولة ابن سلمان تستخدم منصات التواصل الاجتماعي لمراقبة الخطاب السياسي، وإرهاب أصحاب الرأي، والتعدي على المخالفين بالتهديد والتشهير، ومهاجمة المعارضين بكل الصور اللاأخلاقية، والتضييق وقمع الأصوات المؤثرة في المجتمع، وذلك من خلال أنظمة ومراقبة إلكترونية شاملة تدعمها شبكات من الروبوتات والحسابات التي تنشر رسائل مؤيدة للحكومة وممجدة في سياسات ولي العهد، ومسيئة للمعارضة، ولاسيما على منصة إكس تويتر سابقا
ويبقى السؤال من العقل والمنطق أن تستضيف دولة الخوف والإجبار منتدى يناقش رقمنة الحياة وحقوق الإنسان في الوقت الذي تتوحش فيه آلة القمع في البلاد كما تحظى بسجل سيء مجال حقوق الإنسان حتى ولو كان هذه المنتدى مدفوع الأجر؟!

شارك المقالFacebookXEmailWhatsAppLinkedIn
اترك تعليقاً