تزداد شراسة الاستعداد للانتخابات الأميركية والتي تقترب كل يوم بأحداث جديدة وساخنة كان آخرها إعلان الرئيس الأميركي جو بايدن انسحابه من جولة الانتخابات القادمة ودعمه لنائبته التي أعلن عن ترشحها في مواجهة دونالد ترامب الذي بات موقفه يقترب من الفوز كل يوم رغم اشتداد المنافسة.
يرى المحللون أن فرصة فوز الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب تزداد خاصة في ظل حالة التخبط التي يمر بها الديمقراطيون لاسيما وأن الانتخابات أصبحت على الأبواب والمزمع إجراؤها شهر نوفمبر المقبل.
كما يرون أن فوز دونالد ترامب سيكون له تأثيرات كبرى على الأجندة الإقليمية والأوضاع في المنطقة العربية إذ عرف دونالد ترامب بدعم الديكتاتوريين في المنطقة وحمايتهم مقابل خدمات تقديم المال والقضاء على أصوات الإسلاميين ودعم الاحتلال الإسرائيلي ومحاصرة المقاومة، وبالأخص في مصر والسعودية.
جدير بالذكر أن صداقات وعلاقات وطيدة جمعت بين ولي العهد السعودي محمد ابن سلمان والرئيس الأميركي دونالد ترامب والذي حمى ابن سلمان من مغبة قتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي واتهامات ارتكابه مجازر وجرائم حرب في اليمن، وكان ذلك تحت ما أسماه ترامب الحماية، مقابل مئات المليارات من الدولارات التي دفعها ابن سلمان في صفقات شراء أسلحة من ترامب.
صحيفة “واشنطن بوست” أشارت إلى انتظار ديكتاتوريو المنطقة العربية لعودة ترامب وألمحت قائلة: إن هناك مزايا متصورة للقادة والرؤساء الذين كان لهم علاقات دافئة مع ترامب، وإن من الأمور المركزية في هذه الحسابات كيف يمكن لرئاسة ترامب أن تؤثر على نهج واشنطن تجاه الحرب في غزة، التي قلبت بالفعل السياسة في المنطقة.
يتوقع محللون أن عودة ترامب قد تفيد ابن سلمان بنفس الدرجة التي قد تفيد حكومة رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو اليمينية، خاصة إذا امتدت الحرب في غزة إلى العام المقبل وطالت أمدها، إذ إن ترامب له علاقات تجارية شخصية مع ولي العهد السعودي ابن سلمان وقد أعلنت السعودية مؤخرا عن افتتاح مجموعة من المشروعات التجارية الاستثمارية لحساب دونالد ترامب، كما أنه قد قال: إن على دولة الاحتلال الإسرائيلي أن تفعل ما عليها القيام به في غزة.
ومن دلالات دفع ترامب للاحتلال أنه سينهي مع ابن سلمان مسيرة التطبيع التي بدأها تلميحا ولم يتمها جو بايدن إلى يومه هذه، وعرف عن دونالد ترامب مهاجمته للمتظاهرين المؤيدين للفلسطينيين والرافضين لحرب الإبادة التي تشنها دولة الاحتلال الإسرائيلي على غزة في الجامعات الأمريكية، وساحات العالم الحر.
هذا الميول الترامبي والتأييد الكامل للاحتلال الإسرائيلي يصب في مصلحة ولي العهد السعودي إذ إن الرجل معروف بميوله للتقارب من دولة الاحتلال الإسرائيلي وقد سعى منذ أول يوم له من تولي منصبه بالانقلاب على سياسة الدولة الأسرة الحاكمة في السعودية في إدارة دولاب الحكم في التقارب من خلال لقاءات سرية باتت الآن مكشوفة للعلن من كثرتها وإفشاء أسرارها والتي قد تمت في مدينة نيوم الجديدة التي تكون مجمع طموحات ابن سلمان مع دولة الاحتلال الصهيوني.
في السياق نفسه نذكر أنه وقبل أسبوعين، وقعت شركة ترامب صفقة مع شركة عقارية في السعودية لبناء برج سكني شاهق هناك، مما يوسع علاقات العائلة الوثيقة مع المملكة السعودية بعائلة ومصالح ترامب وهو ما يرى فيه المحللون مضرة بمصالح الشعوب والحكم في السعودية، لأنه ترامب لن يوازن بين مصالح الديمقراطية وحماية مصالح الشعوب وبين مصالحه الشخصية بما هو معروف عنه، وبالتالي سيكون هو منفعة مطلقة لابن سلمان المستعد لدفع أموال البلاد كلها لأجل تحقيق رغباته الشخصية ولو على حساب مصلحة البلاد والشعب.
وكانت فترة رئاسة ترامب قد شهدت علاقات دافئة مع ولي عهد السعودية محمد بن سلمان، ودافع عنه بعد قضية جمال خاشقجي عام 2018 كما كانت أول زيارة خارجية لترامب كرئيس إلى العاصمة السعودية الرياض.