محمد بن سلمان يقود السعودية نحو الهاوية: اقتصاد متعثر وعزلة دولية متزايدة

محمد بن سلمان يقود السعودية نحو الهاوية: اقتصاد متعثر وعزلة دولية متزايدة

بن سلمان
بن سلمان

منذ صعود محمد بن سلمان إلى السلطة، تشهد السعودية تغييرات جذرية لم تساهم سوى في إضعاف الدولة وإفقادها ثقلها الإقليمي والدولي. وبينما يستمر ولي العهد في إنفاق مليارات الدولارات على مشاريع استعراضية لا جدوى اقتصادية لها، تتراكم الأزمات الاقتصادية والسياسية، لتكشف أن المملكة تسير في مسار خطير نحو الانهيار.
العجز المالي يتفاقم، المشاريع العملاقة تتحول إلى سراب، والانتهاكات الحقوقية تُبقي السعودية في عزلة دولية مستمرة، فكيف قاد محمد بن سلمان السعودية من مركز ثقل سياسي واقتصادي إلى دولة مُهمشة بلا نفوذ، تتلقى الأوامر من واشنطن وتل أبيب دون أي قدرة على اتخاذ قرارات سيادية مستقلة؟

العجز المالي المتفاقم: مشاريع بلا عائد والاقتصاد على حافة الخطر
في الوقت الذي يتباهى فيه محمد بن سلمان بمشاريع مثل “نيوم” و”ذا لاين”، تعاني السعودية من عجز متوقع في ميزانية 2025 بقيمة 26.8 مليار دولار. وعلى الرغم من الوعود بتحقيق تحول اقتصادي كبير بعيدًا عن النفط، لا تزال المملكة تعتمد بالكامل على عائدات النفط، بينما تستنزف المشاريع الضخمة الميزانية دون أي عائد حقيقي.
مشروع “نيوم”، الذي وصف بأنه مستقبل المدن الذكية، بات مجرد وهم يُنفق عليه بلايين الدولارات، مع تأجيل تنفيذ العديد من مراحله بسبب ضعف التمويل وعدم جدواه الاقتصادية. حتى وزير المالية السعودي اعترف مؤخرًا بأن تنفيذ المشروع بالكامل قد يستغرق أكثر من 50 عامًا، ما يعني أن السعوديين لن يروا أي فائدة منه خلال عقود، بينما تستمر مليارات الريالات في الضياع.
السياسات الاقتصادية التي يقودها ابن سلمان لا تقوم على استراتيجيات مدروسة، بل على رغبات شخصية وطموحات خيالية تُكلف المملكة خسائر فادحة. والنتيجة؟ اقتصاد مُنهك، ومعدل بطالة لا يزال مرتفعًا رغم كل محاولات الترويج لنجاح رؤية 2030.

فشل في مجلس حقوق الإنسان وعزلة دولية متزايدة
منذ مقتل الصحفي جمال خاشقجي عام 2018، تحاول السعودية يائسةً تحسين صورتها على الساحة الدولية، لكن الوقائع تثبت أن العالم لم ينسَ جرائمها. في أكتوبر 2024، فشلت السعودية في الحصول على مقعد في مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، بعد حملة قوية قادتها منظمات دولية كشفت عن انتهاكات ممنهجة لحقوق الإنسان في المملكة.
هذا الفشل لم يكن مجرد نكسة دبلوماسية، بل تأكيدًا على أن العالم يدرك جيدًا طبيعة النظام السعودي. من قمع النشطاء والصحفيين، إلى الإعدامات الجماعية والمحاكمات السرية، أصبحت المملكة مرادفًا للقمع والانتهاكات، مما جعلها غير مؤهلة لتمثيل أي دور في مجال حقوق الإنسان عالميًا.
لكن رغم هذا، تستمر السعودية في محاولة شراء النفوذ عبر ضخ مليارات الدولارات في استثمارات وصفقات تسليح مع الغرب، متجاهلة أن الشرعية السياسية لا تُشترى بالأموال، بل تُبنى بالسياسات الحكيمة والمواقف المستقلة.

تحول السعودية إلى ماكينة طباعة أموال للغرب
مع استمرار العجز المالي، لم يجد محمد بن سلمان سوى واشنطن ليضع بين يديها مئات المليارات على أمل تأمين حماية أمريكية لنظامه. بعد أن دفع 450 مليار دولار لترامب في 2017، ها هو اليوم يتعهد باستثمار 600 مليار دولار أخرى في الاقتصاد الأمريكي بحلول 2025، في خطوة تُظهر كيف تحولت السعودية إلى مجرد بنك مفتوح لخدمة المصالح الأمريكية.
حتى تصريحات ترامب لم تُخفِ ازدراءه لمحمد بن سلمان، حيث وصفه علنًا بأنه “الأمير الذي يحب الدفع”، وهو تعليق يعكس كيف ترى الولايات المتحدة ولي العهد: مجرد حاكم مستعد لتقديم أي تنازلات مقابل البقاء في السلطة.
السياسات التي يتبعها ابن سلمان تجعل السعودية تفقد استقلالها تدريجيًا، فبدلًا من أن تكون لاعبًا رئيسيًا في السياسة الدولية، تحولت إلى دولة تابعة تدفع الأموال للغرب مقابل دعم شكلي لا يضمن لها أي نفوذ حقيقي.

القمع الداخلي: أصوات المعتقلين أقوى من الدعاية الرسمية
على المستوى الداخلي، يحاول ابن سلمان أن يُظهر نفسه كإصلاحي عبر حملات ترويجية ضخمة، لكن الحقائق على الأرض تُظهر أنه أكثر ديكتاتورية من أي وقت مضى. الاعتقالات التعسفية مستمرة، المعارضون يختفون قسرًا، والسجون السعودية مليئة بالنشطاء والصحفيين الذين لا يُسمح لهم بالتواصل مع العالم الخارجي.
كل من يتجرأ على انتقاد النظام يجد نفسه خلف القضبان، حيث يُحكم عليه في محاكمات سرية بلا محامٍ أو تهم واضحة. وحتى من يخرجون من السجون، يجدون أنفسهم تحت المراقبة الدائمة، حيث يُمنعون من السفر أو الحديث علنًا عن معاناتهم.
لكن رغم القمع الوحشي، لا تزال أصوات هؤلاء أقوى من مليارات الدعاية السعودية، فالعالم يعرف تمامًا أن النظام السعودي ليس أكثر من نظام بوليسي مستعد لسحق أي معارضة حفاظًا على بقائه.

السعودية في عهد ابن سلمان: دولة بلا نفوذ، بلا استقلال، بلا مستقبل
بين انهيار الاقتصاد، والعزلة الدولية، والقمع الداخلي، يتضح أن السعودية في ظل حكم محمد بن سلمان لم تعد سوى دولة هامشية بلا تأثير سياسي أو اقتصادي. لم تعد المملكة قوة عربية أو إقليمية، بل مجرد تابع للنظام الأمريكي والإسرائيلي، مستعدة لدفع الأموال مقابل أي دعم خارجي.
رؤية 2030، التي كان يُفترض أن تكون خطة طموحة للمستقبل، أصبحت مجرد وسيلة لإنفاق المليارات على مشاريع لن تتحقق أبدًا، بينما المواطن السعودي يُعاني من ارتفاع البطالة، وتدهور الخدمات، وغياب أي أفق حقيقي للإصلاح.
ابن سلمان يقود السعودية نحو الهاوية، ومهما حاول شراء الشرعية، ستظل الحقيقة واضحة:النظام السعودي اليوم ليس أكثر من دمية في يد القوى الكبرى، بلا رؤية، بلا كرامة، بلا سيادة

شارك المقالFacebookXEmailWhatsAppLinkedIn
اترك تعليقاً