ماسايوشي سون يعترف: شراكتي مع ابن سلمان كانت فاشلة!

ماسايوشي سون يعترف: شراكتي مع ابن سلمان كانت فاشلة!

في تطور جديد يكشف هشاشة السياسات الاقتصادية للنظام السعودي، أقرّ ماسايوشي سون، الرئيس التنفيذي لمجموعة “سوفت بنك”، بأن شراكته مع محمد بن سلمان لم تحقق العوائد المرجوة، بل إنه لا يزال مدينًا لصندوق الاستثمارات العامة السعودي. هذا الاعتراف الصادم يثير تساؤلات جدية حول مدى كفاءة إدارة صندوق الاستثمارات السعودي، ومدى فاعلية “رؤية 2030” التي كان من المفترض أن تُحوّل المملكة إلى قوة اقتصادية رائدة.

كيف بدأت الشراكة؟

في عام 2016، أعلن محمد بن سلمان، الذي كان حينها وليًا لولي العهد، عن استثمار سعودي ضخم بقيمة 100 مليار دولار في صندوق رؤية “سوفت بنك”، وهو صندوق استثماري كان يستهدف دعم الشركات التكنولوجية الناشئة حول العالم. من بين هذا المبلغ، تعهد صندوق الاستثمارات العامة السعودي بضخ 45 مليار دولار، مما جعله أكبر المستثمرين في المشروع.

كان هذا الاستثمار جزءًا من الخطة الكبرى التي روّج لها محمد بن سلمان باعتبارها السبيل لتنويع الاقتصاد السعودي بعيدًا عن الاعتماد على النفط. زُعِم حينها أن هذا الصندوق سيحقق عوائد ضخمة للمملكة، وأنه سيضع السعودية في صدارة الدول الداعمة للابتكار التكنولوجي عالميًا.

ولكن بعد مرور أكثر من سبع سنوات، يبدو أن هذه الأحلام لم تتحقق، بل تحولت إلى كابوس مالي جديد يضاف إلى سجل الفشل المتكرر لمشاريع رؤية 2030.

نتائج مخيبة للآمال وخسائر بالمليارات

رغم الدعاية الكبيرة التي رافقت استثمارات صندوق رؤية “سوفت بنك”، إلا أن النتائج جاءت مخيبة للآمال. وفقًا للتقارير المالية الصادرة عن “سوفت بنك”، فإن الصندوق تكبّد خسائر صافية بلغت 9 مليارات دولار خلال عام 2022 وحده. كما شهدت استثماراته في الشركات الناشئة فشلًا ذريعًا، حيث تعثرت العديد من الشركات المدعومة من الصندوق، ولم تحقق العوائد المتوقعة.

على سبيل المثال، تعرضت بعض استثمارات الصندوق في شركات مثل وي وورك (WeWork) و أوبن دور (Opendoor) وكريم (Careem) إلى تدهور حاد في قيمتها السوقية، مما أدى إلى انخفاض العوائد المتوقعة لصندوق الاستثمارات السعودي.

اعتراف ماسايوشي سون بالفشل

في مقابلة حديثة، اعترف ماسايوشي سون بشكل غير مباشر بأن استثمارات صندوق رؤية لم تحقق النجاح المطلوب، مشيرًا إلى أنه لا يزال مدينًا بالمال لصندوق الاستثمارات العامة السعودي. هذا التصريح يضع النظام السعودي في موقف محرج، خاصة وأن محمد بن سلمان قدم هذا المشروع كمثال على “النجاحات الاستثمارية” التي تحققها المملكة.

ماسايوشي سون معروف بمغامراته الاستثمارية الجريئة، لكنه في هذه الحالة أقر بأن العوائد لم تكن مرضية، وأن الصندوق لم يحقق الأهداف المرجوة. هذا يعني أن الأموال السعودية التي استُثمِرت في هذا المشروع ربما ذهبت هباءً، أو على الأقل لم تحقق الفوائد التي كانت متوقعة.

كان من المفترض أن يكون صندوق رؤية “سوفت بنك” أحد المشاريع الكبرى التي تساهم في تحقيق رؤية 2030، لكن النتائج الفعلية تشير إلى العكس تمامًا. بدلاً من تحقيق أرباح ضخمة، أصبح الصندوق عبئًا ماليًا، مما يثير تساؤلات حول قدرة النظام السعودي على إدارة استثماراته بشكل ناجح.

هذا الفشل ليس الأول من نوعه، فقد شهدنا في السنوات الماضية خسائر في استثمارات أخرى، بما في ذلك المشاريع الضخمة مثل نيوم، مشروع البحر الأحمر، ومشروع ذا لاين، والتي لا تزال تفتقر إلى الجدوى الاقتصادية الواضحة. تكرار هذه الإخفاقات يضعف الثقة في قرارات ولي العهد الاستثمارية، سواء داخل المملكة أو على المستوى الدولي.

استثمار 45 مليار دولار في مشروع لم يحقق نجاحًا واضحًا يعتبر إهدارًا كبيرًا للمال العام، خاصة في ظل ارتفاع الديون السعودية وتزايد الضغوط المالية على الحكومة. كان من الممكن استخدام هذه الأموال لتطوير البنية التحتية، تحسين التعليم، أو دعم الشركات الصغيرة داخل المملكة، بدلاً من ضخها في مشروع لم ينجح كما كان متوقعًا.

لماذا يفشل النظام السعودي؟

رغم ضخامة الاستثمارات السعودية، إلا أن غياب التخطيط السليم والقرارات الاندفاعية يؤدي إلى تكرار الفشل في تحقيق نتائج فعلية.

ومع توالي الإخفاقات، يحاول النظام السعودي التغطية على الفشل من خلال الدعاية الإعلامية الضخمة، والإعلان عن مشاريع جديدة لتشتيت الانتباه عن المشكلات الحقيقية. ولكن الحقائق على الأرض تكشف بوضوح أن “رؤية 2030” أصبحت مجرد شعارات فارغة، بينما الاقتصاد السعودي يعاني من ارتفاع الدين العام،  زيادة البطالة بين السعوديين، فشل الاستثمارات الضخمة.

وبينما يحاول محمد بن سلمان إقناع العالم بأن السعودية تتحول إلى “قوة اقتصادية عظمى”، تكشف الأرقام والاعترافات المتتالية أن الحقيقة مختلفة تمامًا. استثمارات فاشلة، تبديد للمال العام، وقرارات اقتصادية غير مدروسة تجعل من رؤية 2030 مجرد سراب آخر في صحراء الوعود الكاذبة.

شارك المقالFacebookXEmailWhatsAppLinkedIn
اترك تعليقاً