الإعلام السعودي يروج لإنجاز وهمي لجامعة الملك فيصل في تصنيف الأكاديمية الوطنية للمخترعين

 الإعلام السعودي يروج لإنجاز وهمي لجامعة الملك فيصل في تصنيف الأكاديمية الوطنية للمخترعين

في حملة دعائية جديدة، زعمت وسائل الإعلام الرسمية السعودية أن جامعة الملك فيصل تصدرت تصنيف الأكاديمية الوطنية للمخترعين (NAI) لعام 2024، متجاوزة جامعات عالمية مثل MIT وهارفارد، بعد تحقيقها 631 براءة اختراع. غير أن تحقيقًا مستقلًا كشف أن هذه الادعاءات لا تستند إلى أي مصدر رسمي، وأن الأكاديمية لم تصدر بعد تصنيفها لعام 2024.

الحقيقة مقابل الادعاءات الكاذبة

▪️ ما زعمه الإعلام السعودي: نشرت وكالة الأنباء السعودية (SPA) وصحف محلية مثل “أخبار 24” أخبارًا تفيد بأن جامعة الملك فيصل تصدرت تصنيف الأكاديمية الوطنية للمخترعين لعام 2024، وحصلت على المركز الأول عالميًا بعدد 631 براءة اختراع.

▪️ ما كشفه التحقيق: الأكاديمية الوطنية للمخترعين لم تنشر بعد تصنيف عام 2024، وآخر تصنيف رسمي صدر لعام 2023 أظهر أن جامعة الملك فيصل جاءت في المرتبة 23 عالميًا بعدد 107 براءات اختراع فقط.

▪️ التضليل الإعلامي: الرقم الذي تم الترويج له، 631 براءة اختراع، لا يعود إلى جامعة الملك فيصل، بل إلى جامعة كاليفورنيا في أحد التصنيفات السابقة، مما يشير إلى أن الإعلام السعودي اختلق هذه المعلومة ونسبها للجامعة السعودية في محاولة لصناعة إنجاز وهمي.

كيف انتشر الخبر المضلل؟

تم نشر الخبر عبر وسائل الإعلام السعودية الرسمية، ثم انتشر بسرعة على منصات التواصل الاجتماعي الموالية للحكومة، حيث تم الترويج له كدليل على نجاح رؤية 2030 في دعم الابتكار والتكنولوجيا. إلا أن غياب أي إعلان رسمي من الأكاديمية الوطنية للمخترعين، إضافة إلى تناقض الأرقام مع التصنيفات السابقة، فضح هذه الادعاءات.

لماذا يلجأ الإعلام السعودي إلى التزييف؟

▪️ محاولة تجميل صورة النظام: النظام السعودي يعتمد على الدعاية الإعلامية لصناعة إنجازات وهمية، خاصة في ظل تراجع المؤشرات الاقتصادية والاجتماعية، وارتفاع معدلات البطالة وتكاليف المعيشة.

▪️ جذب الاستثمارات الأجنبية: تسعى السعودية لإقناع المستثمرين بأنها أصبحت مركزًا عالميًا للابتكار، لكن الحقائق تظهر أنها لا تزال تعتمد على النفط ولم تحقق اختراقًا حقيقيًا في البحث العلمي.

▪️ التغطية على الفشل الداخلي: في ظل غياب إصلاحات حقيقية، يستخدم الإعلام السعودي هذه الدعاية لصرف الانتباه عن الأوضاع الداخلية المتدهورة.

أكاذيب سابقة في البحث العلمي

هذه ليست المرة الأولى التي يتم فيها التلاعب بالتصنيفات الأكاديمية لصناعة إنجازات زائفة:
🔹 في 2022، تم كشف تلاعب جامعة الملك عبدالعزيز بتصنيفها العالمي عبر توظيف أكاديميين أجانب “على الورق فقط” لرفع تصنيفها.
🔹 في 2021، رُصدت محاولات لشراء براءات اختراع أجنبية وإعادة تسجيلها كإنجازات سعودية.
🔹 تم نشر مئات الأبحاث في مجلات ضعيفة المستوى فقط لزيادة عدد المنشورات دون أي فائدة علمية حقيقية.

الأكاذيب الإعلامية لن تصنع تقدمًا علميًا

▪️ لا يوجد أي دليل رسمي يؤكد تصدر جامعة الملك فيصل لتصنيف الأكاديمية الوطنية للمخترعين لعام 2024.
▪️ الأرقام التي استخدمها الإعلام السعودي مأخوذة من تصنيفات سابقة لجامعات أخرى.
▪️ الترويج لإنجازات وهمية لن يخفي حقيقة تأخر السعودية علميًا واعتمادها على استيراد التكنولوجيا بدلًا من إنتاجها.

شارك المقالFacebookXEmailWhatsAppLinkedIn
اترك تعليقاً