في مفاجأة صادمة، كشف تقرير داخلي خطير تفاصيل غير مسبوقة عن مشروع “نيوم” السعودي، المشروع الذي طالما تم الترويج له على أنه المستقبل الجديد للمملكة ورمز التحديث والانفتاح الاقتصادي. التقرير يؤكد أن ولي العهد محمد بن سلمان وقع ضحية خداع ضخم، حيث تم بيع الوهم له حول جدوى المشروع وتوقعاته الاقتصادية، مما أدى إلى استنزاف المليارات من خزينة الدولة دون تحقيق أي تقدم حقيقي على الأرض.
هذا الكشف يضع العديد من التساؤلات حول الإدارة العشوائية لموارد السعودية، والاستثمار في مشاريع خيالية لا تخدم المواطن بقدر ما تخدم دعاية السلطة الحاكمة. فكيف تحول “نيوم” من مشروع “طموح” إلى كارثة اقتصادية محتملة تهدد مستقبل الاقتصاد السعودي؟
قائمة المحتوى
وهم التسويق.. والحقيقة المرة
منذ الإعلان عن مشروع نيوم عام 2017، تم تقديمه على أنه مدينة المستقبل التي ستغير قواعد اللعبة الاقتصادية في الشرق الأوسط. وُعِد السعوديون والعالم بمدن ذكية، وتكنولوجيا متقدمة، وروبوتات تدير كل شيء، ووسائل نقل خيالية، ومناخ صناعي لا مثيل له. لكن بعد سبع سنوات، لا تزال معظم هذه الوعود مجرد تصورات نظرية لا تمت للواقع بصلة.
🔹 الأموال تُهدر على تصاميم بلا تنفيذ: وفقًا للتقرير الداخلي، تم إنفاق مليارات الدولارات على تصاميم مستقبلية وهمية قدمتها شركات استشارية غربية دون أي التزام فعلي بتحقيقها. الفجوة بين التصور والتنفيذ ضخمة، والعديد من الشركات الأجنبية انسحبت بعد إدراكها أن المشروع غير قابل للتطبيق على المدى القريب.
🔹 “ذا لاين” مجرد إعلان سينمائي: أحد أكثر أجزاء مشروع نيوم طموحًا هو مدينة “ذا لاين”، التي وُعد بأنها ستكون مدينة خطية بطول 170 كيلومترًا دون سيارات أو طرق تقليدية. إلا أن الحقيقة، بحسب التقرير، هي أن تنفيذ المشروع على أرض الواقع غير عملي من الناحية الهندسية والتكلفة، وأن معظم التصاميم التي ظهرت في الفيديوهات الترويجية ليست سوى خدعة بصرية مصممة لجذب المستثمرين.
🔹 العمالة الأجنبية تغادر.. والمقاولون متخوفون: بسبب عدم وجود رؤية واضحة لتنفيذ المشروع، يواجه نيوم مشكلة في الاحتفاظ بالعمالة الأجنبية المتخصصة، حيث غادرت عدة شركات كبرى كانت مسؤولة عن الإنشاءات، بعد تأخير المدفوعات وعدم وضوح الخطط الزمنية.
محمد بن سلمان.. هل تعرض للخداع أم خدع نفسه؟
وفقًا للتقرير، فإن ولي العهد كان يعتمد بشكل أساسي على مستشارين أجانب قدموا له دراسات وتوقعات مبالغ فيها حول نجاح نيوم، دون أن يكون لهذه التقديرات أي أساس واقعي. هؤلاء المستشارون، الذين يحصلون على رواتب فلكية، كانوا مهتمين أكثر بإرضاء بن سلمان بوعود براقة بدلاً من تقديم تحليلات حقيقية.
رغم وضوح المشكلات، لا يستطيع النظام السعودي الاعتراف علنًا بفشل المشروع. تم ضخ المزيد من الأموال في المشروع ليس لتطويره، بل لإخفاء حقيقة أنه لم يحقق أي تقدم حقيقي. بدلاً من معالجة المشكلات الاقتصادية الأساسية للمملكة، يُستخدم نيوم كأداة دعاية لإظهار أن السعودية تتطور، بينما يعاني المواطن العادي من ارتفاع الضرائب وتراجع مستوى المعيشة.
الأموال تُهدر.. والخسائر تتفاقم
بحسب التقرير، فإن التكاليف الفعلية للمشروع تضاعفت ثلاث مرات عن التقديرات الأولية، حيث تم إنفاق أكثر من 500 مليار دولار حتى الآن دون نتائج ملموسة. التقارير المالية تشير إلى أن نيوم قد تتحول إلى أكبر مشروع خاسر في تاريخ المملكة، حيث أن عوائد الاستثمار المتوقعة منه لا تغطي حتى جزءًا بسيطًا من التكاليف، خاصة مع غياب أي مستثمرين جادين يؤمنون بجدوى المشروع على المدى الطويل.
الأمر لا يتوقف عند ذلك، بل تؤكد الوثائق أن الحكومة السعودية اضطرت إلى بيع أصول وطنية والاستدانة من الأسواق العالمية لتغطية التكاليف المتزايدة لنيوم، مما يزيد من الضغوط الاقتصادية التي تواجهها المملكة. فلماذا يتم استنزاف خزينة الدولة في مشاريع غير مضمونة بينما يعاني الشعب من الأزمات الاقتصادية؟
نهاية الحلم.. أم نهاية بن سلمان؟
مع تكشف هذه الحقائق، يبدو أن نيوم لم تعد فقط مشروعًا فاشلًا، بل قد تتحول إلى كابوس سياسي واقتصادي يهدد استقرار نظام بن سلمان نفسه. التقرير يحذر من أن استمرار ضخ الأموال في مشروع خاسر قد يؤدي إلى أزمة اقتصادية داخلية، وزيادة السخط الشعبي، خاصة مع ارتفاع نسب البطالة وتراجع مستويات المعيشة في المملكة.
السؤال الذي يطرح نفسه الآن: هل سيدرك بن سلمان أنه وقع ضحية خداع عالمي، أم أنه سيواصل إنكار الواقع حتى يتحول حلمه الوردي إلى كارثة تاريخية؟
في النهاية، تبقى الحقيقة واحدة: نيوم لم تكن سوى وهم تسويقي، ومليارات الدولارات التي أُنفقت عليها كانت مجرد ثمنٍ لطموحات غير واقعية، دفعها الشعب السعودي من مستقبله.
إذا لم يتم إعادة تقييم المشروع ووقف نزيف الأموال، فإن السعودية قد تواجه واحدة من أسوأ الأزمات المالية في تاريخها الحديث. فهل يستيقظ بن سلمان من الوهم قبل أن تتحول نيوم إلى “أكبر عملية نصب اقتصادي في القرن”؟