أثار رئيس شركة أرامكو السعودية، أمين الناصر، قلقًا واسعًا حول مستقبل الطاقة العالمي، محذرًا من أن الاستمرار في الاعتماد على الطاقة المتجددة وحدها دون تكامل مع النفط والغاز قد يقود العالم إلى مستقبل اقتصادي غير مستقر. جاء ذلك خلال كلمته في مؤتمر “أسبوع سيرا 2025” في هيوستن، تكساس، حيث شدد على الحاجة إلى نموذج طاقة متوازن يشمل مصادر متعددة.
لكن تصريحات الناصر تعكس أيضًا واقعًا صعبًا تعيشه السعودية في سوق الطاقة العالمي، حيث فشلت سياسات أوبك+ في رفع أسعار النفط، وتكبدت المملكة خسائر اقتصادية بسبب تراجع الطلب وانخفاض العوائد النفطية.
قائمة المحتوى
🔹 تحذيرات أرامكو: هل تعكس أزمة سعودية في سوق الطاقة؟
🔸 أكد الناصر أن الخطة الحالية للطاقة “أثبتت فشلها” لأنها تركز بشكل مفرط على الطاقة المتجددة، متجاهلة أهمية الطاقة التقليدية مثل النفط والغاز.
🔸 أوضح أن هذه السياسة ستتطلب استثمارات ضخمة تصل إلى 8 تريليونات دولار سنويًا، وهو ما يراه عبئًا اقتصاديًا غير مستدام.
🔸 أشار إلى أن التوازن بين مصادر الطاقة يجب أن يكون الركيزة الأساسية لأي نموذج عالمي جديد للطاقة.
لكن هل تعكس تصريحات الناصر فشل السعودية في إدارة سياستها النفطية؟
🔹 إخفاقات السعودية في ملف النفط وأوبك+
1️⃣ فشل استراتيجية خفض الإنتاج
- رغم محاولات أوبك+ بقيادة السعودية خفض الإنتاج النفطي لرفع الأسعار، لم ينجح هذا النهج في تحقيق استقرار طويل الأمد للسوق.
- الدول غير الأعضاء في أوبك، مثل الولايات المتحدة وروسيا، استمرت في ضخ النفط، مما أفقد السعودية قدرتها على التحكم في السوق.
- تراجعت حصة السعودية في السوق لصالح النفط الأميركي، الذي أصبح منافسًا رئيسيًا في الأسواق العالمية.
2️⃣ تراجع إيرادات النفط وتداعياته على الموازنة السعودية
- أعلنت أرامكو عن تخفيض توزيعات أرباحها للربع الأول من 2025 إلى 200 مليون دولار فقط، بعد أن كانت 10.8 مليارات دولار في نفس الفترة من 2024.
- هذا التراجع يعكس تأثير انخفاض أسعار النفط على الاقتصاد السعودي، حيث تعتمد الموازنة العامة بشكل كبير على عائدات أرامكو.
- اتسع عجز الموازنة السعودية إلى 3.8% من الناتج المحلي الإجمالي، مما دفع الحكومة إلى خفض الإنفاق الرأسمالي وتقليل الاستثمار في مشاريع جديدة.
3️⃣ أزمة الثقة في سياسات أوبك
- تواجه أوبك+ ضغوطًا دولية متزايدة بسبب دورها في تقلب أسعار النفط، حيث أدت قرارات خفض الإنتاج إلى تراجع الثقة في قدرتها على تحقيق استقرار السوق.
- حتى داخل أوبك نفسها، بدأت دول مثل الإمارات والعراق في البحث عن استراتيجيات نفطية أكثر استقلالية بعيدًا عن سيطرة السعودية.
- الانقسامات داخل المنظمة تقلل من فعاليتها، مما يضعف دور السعودية كـ قوة مهيمنة في سوق النفط العالمي.
🔹 محاولات السعودية للنجاة من أزمة الطاقة
أمام هذه التحديات، تحاول السعودية إعادة تشكيل دور أرامكو في قطاع الطاقة العالمي، من خلال:
✔️ التوسع في استثمارات الغاز الطبيعي، بهدف تقليل الاعتماد على النفط وتعويض الخسائر.
✔️ تعزيز الشراكات الدولية في قطاع الطاقة المتجددة، رغم الانتقادات الموجهة لهذا المسار.
✔️ توسيع الاستثمارات في الولايات المتحدة وآسيا لتأمين أسواق جديدة وزيادة الأرباح.
لكن هذه الخطوات تواجه عقبات اقتصادية وسياسية، حيث تعتمد نجاحها على قدرة المملكة على التكيف مع التغيرات السريعة في قطاع الطاقة، وهو ما لم يظهر بوضوح حتى الآن.
🔹 خلاصة: هل فقدت السعودية نفوذها في سوق النفط؟
🔸 رغم استمرار السعودية كأحد كبار المنتجين العالميين للنفط، إلا أن التحديات المتزايدة تهدد مكانتها التقليدية في السوق.
🔸 فشل أوبك+ في تحقيق استقرار الأسعار، إلى جانب تراجع أرباح أرامكو وعجز الموازنة، يضعان الاقتصاد السعودي أمام اختبار صعب في السنوات المقبلة.
🔸 تصريحات أمين الناصر حول “المستقبل المظلم” للطاقة تعكس قلقًا سعوديًا حقيقيًا بشأن القدرة على التكيف مع السوق العالمي المتغير.
⚠️ في ظل هذه التحديات، هل تستطيع السعودية استعادة مكانتها كلاعب رئيسي في سوق الطاقة، أم أن فشلها في إدارة ملف النفط سيدفعها إلى مزيد من التراجع؟