كشفت صحيفة التايمز البريطانية أن السعودية تتجه نحو تغييرات اجتماعية أوسع، قد تشمل قريبًا السماح العلني بالكحول، ضمن رؤية ولي العهد محمد بن سلمان لإحداث تحولات جذرية في المجتمع السعودي، وُصفت بأنها تحمل طابع “التحرر المقيد” أو “الديكتاتورية الليبرالية”.
ونشرت الصحيفة مقالاً للإعلامية البريطانية إميلي ميتليس، تناولت فيه مشاهداتها خلال زيارة استمرت 3 أيام إلى المملكة تزامنت مع حلول شهر رمضان، ورصدت من خلالها مفارقات مثيرة بين صورة السعودية التقليدية وصورتها الجديدة تحت مشاريع الانفتاح السريع.
تحدثت ميتليس عن أجواء حداثية في مطاعم جدة الفاخرة، حيث تقدم أطباق عالمية ومشروبات موكتيل فاخرة، وترتادها شابات يرتدين أزياء أنيقة ويتصرفن بحرية كانت مستحيلة قبل خمس سنوات. وأشارت إلى وجود توقعات واسعة بأن يُسمح بالكحول علنًا قريبًا، بزعم الحد من المخدرات وجذب السياح.
ونقلت الكاتبة عن أحد المواطنين السعوديين قوله: “السياسة خط أحمر، أما كل شيء آخر – من الثقافة إلى الترفيه والتعليم – فهو قابل للتغيير”، مضيفًا أن هذا هو النهج الذي يتبعه محمد بن سلمان لتحويل البلاد إلى وجهة عالمية رغم غياب المشاركة السياسية.
الصحيفة لفتت إلى التناقض بين الاستثمارات الضخمة في السياحة والرياضة – كاستضافة المملكة لكأس العالم 2034 والألعاب الشتوية – وبين استمرار القمع السياسي وغياب الديمقراطية. وذكرت أن مقتل الصحفي جمال خاشقجي لم يعد عائقًا أمام صعود السعودية كقوة إقليمية، بل باتت تسعى لأن تكون محط أنظار العالم بشتى الوسائل.
وأشارت ميتليس إلى أن الدين ما زال يمثل الحد الفاصل الوحيد، مستشهدة بجمود الحياة في بداية رمضان، حيث تغلق المطاعم نهارًا رغم الحراك الاقتصادي الكبير.
التحقيق ينتهي بطرح سؤال محوري: هل يمكن شراء رضا الشعوب بعيدًا عن الديمقراطية؟ فبينما يعكس الانفتاح السعودي تغييرات اجتماعية متسارعة، يبقى السؤال عن الثمن السياسي والإنساني لهذه التحولات معلقًا.
