أذرع ابن سلمان تدعو لصرف الأنظار عن مجازر غزة.. تحت شعار “التكامل”

أذرع ابن سلمان تدعو لصرف الأنظار عن مجازر غزة.. تحت شعار “التكامل”

في تحرك أثار موجة من الجدل، تواصل شخصيات محسوبة على النظام السعودي، بينها مسؤولون دينيون وإعلاميون، الترويج لخطاب يهدف إلى صرف الانتباه عن المجازر الإسرائيلية المتواصلة في قطاع غزة، بدعوى التركيز على قضايا “الاندماج والتكامل المجتمعي” في الغرب.

أحدث هذه التصريحات صدرت عن محمد بن عبد الكريم العيسى، الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي، خلال مقابلة مع صحيفة ذا تايمز البريطانية، حيث دعا مسلمي بريطانيا إلى الحديث “أقل عن غزة وأكثر عن القضايا الداخلية”، معتبرًا أن تعزيز التكامل داخل المملكة المتحدة يجب أن يُعد “مسألة أمن قومي”.

🔻 دعوة لتجاهل غزة

العيسى، المقرب من ولي العهد محمد بن سلمان، صرّح بأن الصراع في غزة ساهم في تعميق الانقسام داخل المجتمع البريطاني، مضيفًا أن المسلمين وغير المسلمين يعيشون في “حياتين منفصلتين”، وهو ما وصفه بالفراغ الذي “قد يملؤه الأشرار”.

ورغم مطالبة الرأي العام البريطاني، بما في ذلك نسبة كبيرة من غير المسلمين، بفرض حظر تسليحي على إسرائيل ووقف العدوان على غزة، دعا العيسى إلى تركيز الخطاب الإسلامي في بريطانيا على ما يوحّد بدلاً من تسليط الضوء على القضايا الخارجية مثل فلسطين.

🔻 استطلاع موجّه ودلالات سياسية

تأتي هذه التصريحات في ضوء استطلاع أجرته رابطة العالم الإسلامي نفسها، شمل أكثر من 5000 شخص بينهم 450 مسلمًا، وخلص إلى أن المسلمين الأصغر سنًا في بريطانيا أقل اندماجًا وأقل اهتمامًا بالمشاركة السياسية السائدة.

لكن نتائج الاستطلاع أظهرت أيضًا مفارقات لافتة:

  • 94% من المسلمين المولودين في إنجلترا وويلز عبّروا عن شعور قوي بالهوية البريطانية.
  • نحو ثلثي المسلمين أكدوا أن علاقتهم بغير المسلمين إيجابية.
  • في المقابل، ربع غير المسلمين فقط وصفوا علاقتهم بالمسلمين بالإيجابية.
  • 70% من المسلمين يرون في التنوع قيمة إيجابية، مقابل 40% من غير المسلمين يرونه أمرًا سلبيًا.

تصريحات العيسى تنسجم مع نهج سعودي متسارع يسعى إلى إعادة صياغة الخطاب الإسلامي العالمي وفق مقاربة تخدم مصالح التطبيع والصمت الإقليمي تجاه القضية الفلسطينية، خصوصًا بعد تعاظم الضغط الشعبي عالميًا لوقف العدوان الإسرائيلي على غزة.

ويرى مراقبون أن هذه الدعوات تهدف إلى نزع البعد السياسي عن القضايا الإنسانية الكبرى، خاصة تلك التي تفضح التواطؤ الغربي والعربي مع الاحتلال، عبر توجيه الجاليات المسلمة للانشغال بقضايا الهوية والاندماج فقط، والتغاضي عن الإبادة الجارية.

شارك المقالFacebookXEmailWhatsAppLinkedIn
اترك تعليقاً