التبييض الرياضي ونيوم… لماذا يرفض بن سلمان إصلاح أعظم وأقل تكلفة؟

التبييض الرياضي ونيوم… لماذا يرفض بن سلمان إصلاح أعظم وأقل تكلفة؟

التبييض الرياضي ونيوم... لماذا يرفض بن سلمان إصلاح أعظم وأقل تكلفة؟
التبييض الرياضي ونيوم... لماذا يرفض بن سلمان إصلاح أعظم وأقل تكلفة؟

قبل عدة أيام، صرحت رئيسة القطاع الرياضة في «نيوم» “جان باترسون” أن طموحات العاملين على المشروع تذهب إلى جعل المدينة مركزاً رياضياً عالمياً رائداً وبيئة حاضنة للتنوع والتفوق والإسهام في نمو وازدهار القطاع الرياضي لتكون سياحة رياضية فاعلة ومؤثرة في المدينة الجديدة التي وصفتها بـ “الحالمة”.

جاء هذا بعد أسابيع قليلة من ابرام اتفاقية شراكة عالمية مع الاتحاد الاسيوي لكرة القدم، تجعل من نيوم الشريك العالمي للاتحاد الآسيوي لمدة أربعة أعوام في الفترة 2021-2024.

وتشمل اتفاقية الشراكة بطولات ومسابقات المنتخبات الوطنية في الاتحاد الآسيوي لكرة القدم بما في ذلك التصفيات الآسيوية لكأس العالم التي تتضمّن أفضل 12 فريق في قارة آسيا، وبطولات المنتخبات الوطنية الرئيسية من بينها بطولة كأس آسيا لكرة القدم التي من المقرر إقامتها بالصين في حزيران/يونيو 2023، وكأس آسيا للسيدات 2022، وجميع بطولات الأندية الآسيوية حتى نهاية موسم 2024.

لا يخفى على أحد هذه الشراكة تأتي ضمن محاولات بن سلمان المستميتة لتبييض سجله الدموي المليء بالانتهاكات الوحشية والجرائم البشعة التي تم تصنيف بعضها بالجرائم ضد الإنسانية وفقاً لمقاييس الأمم المتحدة والمواثيق الدولية لحقوق الإنسان.

لطالما لجأ بن سلمان ونظامه إلى الاستثمار في العديد من المجالات الترفيهية والاجتماعية للتغطية على فضائحه التي لا تنتهي وجرائمه المستمرة ضد المعارضين في الداخل والخارج، وضد المدنيين في اليمن، وكانت الرياضة أحد أبرز تلك المجالات، إذ حاول من قبل الاستحواذ على نادي نيوكاسل -أحد أندية الدوري الإنجليزي-، واستضافة بطولة الفورمولا لسباق السيارات، والشراكة مع نادي ريال مدريد القسم النسائي، بالإضافة إلى محاولة استقطاب بعض اللاعبين المشاهير كرونالدو وميسي لإبرام عقود دعاية.

جميع هذه الشراكات والاتفاقيات والصفقات كلفت المملكة وستكلفها الملايين بل المليارات من أموال الشعب المسكين الذي يُجبر على التقشف بسبب الأزمة المالية الذي يعاني منها اقتصاد البلاد الذي يشهد انهياراً هو الأول من نوعه منذ عقود بسبب كورونا وأزمة أسعار النفط التي تسبب بها بن سلمان بقراراته المتهورة ضد روسيا.

لماذا يلجأ بن سلمان إلى الطرق الصعبة للتأكيد على أهليته لإدارة البلاد وتثبيت أركان عرشه؟ لماذا يلجا إلى إنفاق كل هذه الأموال لتحسين صورته المشوهة بفضل انتهاكاته، ومحاولة الترويج لنفسه أنه الأمير المجدد الذي يرجو إصلاح البلاد وأحوال العباد وتنمية المجتمع والدولة.

لماذا يلجأ لكل هذا وأمامه فرصة أفضل وأقل تكلفة بإمكانه استغلالها لتحقيق إصلاح حقيقي بالمجان، بإمكانه بدء صفحة جديدة مع الشعب، إنهاء حملات القمع والاستبداد، إيقاف كافة محاولات التجسس على المعارضين، التوقف عن التنكيل بعائلاتهم، الإفراج عن كافة معتقلي الرأي والسماح للشعب بالتمتع بحقه في حرية التعبير وإبداء الرأي، ومحاسبة المسؤولين عن تعذيب المعتقلين.

الأهم من ذلك، عليه إعادة الحقوق إلى أصحابها، وإيقاف عمليات التهجير القسري التي تهدد أبناء قبيلة الحويطات، حيث يرغب المسؤولون في ضم أراضيهم إلى مشروع نيوم لتكون جزءاً من المدينة، وفي المقابل لم يتم تعويضهم بالتعويضات المناسبة ولا توفير أماكن بديلة وفقاً للمعايير التي ترضيهم.

هذه المليارات التي ينفقها بن سلمان لتحسين صورته هيهات أن تُنسي العالم خاشقجي وما حدث معه، أو تتستر على جريمة مقتل عبد الرحيم الحويطي، أو تمحو آثار تعذيب سنوات الحبس التعسفي والإهانة داخل السجون على يد أفراد الأمن والسجانين.

المثير للسخرية حقاً، هو تعليق المهندس نظمي النصر، الرئيس التنفيذي لشركة نيوم على عقد الشراكة مع الاتحاد الآسيوي لكرة القدم، حيث قال إن “نيوم تسعد بشراكتها مع الاتحاد الآسيوي لكرة القدم، إذ إن كرة القدم هي الرياضة المفضلة في المملكة العربية السعودية، وتحتلّ مكانة خاصة في قلوب جميع السعوديين”، مشيراً إلى أن “هذه الشراكة تمثل فرصة فريدة لإلهام وتمكين سكان نيوم من العيش بنمط حياة معتدل وصحي، بل وتلتقي كذلك مع أهدافنا لتمكين المجتمع ليكون أكثر نشاطاً وحيوية”، المهندس نظمي النصر يتحدث عن توفير سبل الراحة لسكان نيوم، دون أن يحدد أي سكان حقاً، لم ينتقل أحد للعيش بعد إلى نيوم، فضلاً عن أن كل التحليلات تؤكد أن المدينة صالحة فقط لفاحشي الثراء والطبقة الأغنى من أبناء العائلة المالكة.. فقط!

لماذا يرفض بن سلمان إصلاح أعظم وأقل تكلفة؟

اقرأ أيضًا: نيوم: مجتمع مستدام أم احتلال منمق!

شارك المقالFacebookXEmailWhatsAppLinkedIn
اترك تعليقاً