اعتمدت على الترويج للأوهام والمشاريع الخيالية، خمسة أعوام مضت على إطلاق ولي العهد محمد بن سلمان رؤية 2030 لتنويع مصادر اقتصاد السعودية.
حيث ارتكزت الرؤية التي حشد لها بن سلمان أذرعه الإعلامية بكثافة، عدة مشاريع ضخمة يجمع مراقبون على أن تنفيذها أقرب للمستحيل.
أبرز تلك المشاريع مدينة نيوم والتي تعد من ضمن أوهام الأمير لتحويل المملكة إلى نموذج عالمي رائد في مختلف جوانب الحياة، من خلال التركيز على استجلاب سلاسل القيمة في الصناعات والتقنية داخل المشروع.
ونيوم مدينة خيالية تحلّق في سمائها السيارات، مستوحاة من أفلام الكرتون ومن أفلام الخيال العلمي، المهووس بها ولي العهد، غير ان الواقع يثبت يومًا بعد الآخر فشلها.
وتستهدف إدارة نيوم إنشاء مدن جديدة وبنية تحتية كاملة للمنطقة تشمل ميناء، وشبكة مطارات، ومناطق صناعية، ومراكز للإبداع لدعم الفنون، ومراكز للابتكار تدعم قطاع الأعمال، إضافة إلى تطوير القطاعات الاقتصادية المستهدفة.
وكما هو السائد والمعروف، ترسم تاريخياً آلية التغيير والإصلاح في المملكة عبر إعادة ترتيب مراكز القوى التقليدية فيها، وتحجيم -أو إلغاء- إحداها على الأخرى.
إلا أن رعونة وطمع بن سلمان يدفعنا إلى احتكارها كلها، فمن جهة هو يمثّل البيت الملكي، ومن أخرى يريد أن يكون الرأسمالي والتاجر والمستثمر (ويدير الدولة بعقلية القطاع الخاص كما تصرّح ريما بنت بندر) بل ويريد أن يمثّل المؤسسة الدينية وأن يكون هناك “إسلام محمد بن سلمان” على حد تعبير عائض القرني.
وفي السنين الأخيرة شهدنا صعوداً لمنظور مقاربة الدولة الريعية والاقتصاد الرأسمالي والاندماج في العولمة، حيث يأتي هذا الصعود بعد غياب كان قد لاحظه الباحث الإيطالي جيوكومو ليوساني، أحد أبرز منظري الدولة الريعية.
اقرأ أيضًا: لماذا يمثل الانتهاء من نيوم قرارا مصيريا بالنسبة لإسرائيل؟