هل تنتصر نيوم على البنية المجتمعية السعودية بثقافتها المنفتحة وانسجامها مع رؤية إسرائيل؟

هل تنتصر نيوم على البنية المجتمعية السعودية بثقافتها المنفتحة وانسجامها مع رؤية إسرائيل؟

هل تنتصر نيوم على البنية المجتمعية السعودية بثقافتها المنفتحة وانسجامها مع رؤية إسرائيل؟
هل تنتصر نيوم على البنية المجتمعية السعودية بثقافتها المنفتحة وانسجامها مع رؤية إسرائيل؟

وأنت تشاهد تفاصيل مشروع مدينة نيوم تشعر وكأنك تستعرض تفاصيل فيلم من أفلام الخيال العلمي التي انتشرت في الأونة الأخيرة، حيث لا تفارقك الدهشة من الطموحات التي لا يقرها الواقع ولا تنسجم معه، فتكلفة المشروع فلكية في حين لا مستثمرين يتحملون تلك التلكفة، فتحملتها ميزانية الصندوق السيادي للدولة والتي لا تغطي إلا 60 في الماية من تكلفة هذه المدينة، وخلاياه الضوئية أطول من من معجزة سور الصين العظيم، والروبوتات في المشروع ستكون أكثر من البشر أنفسهم، والشواطيء على ادعاءات خطة المشروع ستمتد لأكثر من 460 كيلومترا، وحتى التعريف بالمدينة خيالي فهي ليست مشروعاً اقتصادياً متكاملاً فحسب، بل نمط حياة اقتصادية وثقافية واجتماعية، حتى أولئك القلقون من المشروع تفوق نسبتهم نسبة المؤيدين له، فوفقا لمعطيات الصحف السعودية ووسائل الإعلام في المملكة، باتت كل دول الخليج قلقة من نيوم لأنها سينهي أسطورة المدن الأخرى وسيتربع على عرش المدن الرائدة في العالم والمنطقة برمتها.

واستنادا إلى تلك الخطة ومعطياتها الخيالية أثار المشروع العديد من الأسرة أبرزها، هل تحتمل بنية المملكة وإرثها الاجتماعي والديني مثل هذه النقلة؟ وما هو موقع إسرائيل والدور المنوط بها في مشروع “نيوم“؟

فالإجابة على السؤال الأولى هي إجابة غير يقينية، حيث انقسم الخبراء والمتخصصون إلى متفائل بفرص نجاح المشروع وكسر عقبات الواقع الاجتماعي للمجتمع في المملكة العربية السعودية، وكذلك العقبات الدينية والثقافية التي تربى ونشأ عليها المجتمع في المملكة السعودية، لكن آخرون يرون أن فرص نجاح المشروع غير متوفرة حتى ولو انحلت عقبات التمويل والإمكانيات المالية الضخمة التي يحتاج إليها مشروع نيوم، وذلك يعود إلى الموروثات الدينية والاجتماعية والثقافة التي اتسم بها الشعب السعودي المحافظ طوال الفترة الماضية من حياته،  بل يرى أولئك أن التصادم بين عادات وثقافة المجتمع سوف تكسر عزيمة الحكومة إذا ما توفرت لها كامل الإمكانات المالية لأن الإصرار على كسر عادة المجتمعات يدمرها ولا يتقدم بها نحو ما يريد الواقفون وراء تلك التحولات، كذلك يرون أن السلطة الدينية في المملكة قوية وإن بدت هشة فهي متجذرة ومتأصلة في الأجيال المتتالية بفعل الحكومات نفسها، إذ إن المملكة قامت منذ نشأتها على التزاوج بين الدين والسياسة، والانفصال بينهما هو خطر ماحق بالنسبة للدولة لا يستهان به، ولا يمكن كسره أو التطاول عليه بمثل غطرسة الأمير الشاب.

أما عن دور إسرائيل وموقعها في نيوم فإن الصحف العبرية التابعة لدولة الاحتلال الصهيوني، مثل هآرتس وجيروزاليم بوست، وغيرهما، قد تحدثت عن أن اتصالات متبادلة قد تمت بين إدارة صندوق الاستثمار السعودي، وبين إدارات مالية في حكومة الاحتلال الصهيوني، وكشفت تلك الاتصالات عن تناسق كامل وانسجام بين رؤية الحكومة المحتلة، وبين رؤية الحكومة في المملكة السعودية، هذا في الرؤية العامة لنيوم، أما عن الرؤية المحددة فقد كشف الإعلام العبري أن رؤية وزير النقل في حكومة الاحتلال الصهيوني، والتي تسعى لإنجاز قطار عابر لدول الشرق الأوسط، تتكامل مع فكرة نيوم التي تريد أن تكون مدينة لا حدود لها في 3 دول هي المملكة السعودية ومصر والأردن ورابعهم الاحتلال الإسرائيلي،  وهذا ما يفسر إصرار الحكومة السعودية على سعودية تيران وصنافير، وإصرار السيسي على التنازل عن الأرض للسعودية رغم الانتقادات الواسعة التي واجهته في الشارع المصري، كذلك لا زال المشروع القديم الجديد والذي يمثل حلم دولة الاحتلال بشق قناة موازية لقناة السويس تخطف منها المستقبل وتطفيء عنها الأضواء يقترب من التحقق من خلال سعودة تيران وصنافير، فضلا عن إنشاء نفق تحت الأرض، يربط جنوب الأردن بشبه جزيرة سيناء، يكفي لنقل الأفراد والبضائع والطاقة بأشكالها في الاتجاهين، موازياً أو بديلاً لجسر الملك سلمان الذي يراد به ربط أفريقيا بآسيا كذلك، ليكون جزءاً من التعويض الإسرائيلي عن أراضٍ مصرية في سيناء يراد ضمها إلى قطاع غزة، نظير ضم إسرائيل لمساحات واسعة نسبياً من الضفة الغربية.

هذه الإجابة وتلك الحقائق التي تتكشف كل يوم وآخر عن نيوم تبين أن المملكة السعودية والسيسي يسعون لتصفية القضية الفلسطينية بكل قوة لكنهم لا زالوا أضعف من ذلك، وبخاصة بعد الحرب التي دارت رحاها خلال الأيام الماضية والتي كسرت فيها المقاومة الفلسطينية غطرسة تل أبيب.

اقرأ أيضًا: لماذا لا يحارب بن سلمان فساد نيوم بعد إصدار قوانين استثنائية وبيان فساد الإدارة التنفيذية

شارك المقالFacebookXEmailWhatsAppLinkedIn
اترك تعليقاً