منذ العام 2016 أعلن محمد بن سلمان ولي العهد السعوي عن خطته الاقتصادية 2030 لإنقاذ المملكة السعودية من أزمات الاقتصاد المعتمد على النفط، وراح يبشر الشعب السعودي بأنه سوف يجني من وراء مشروعات خطته المبتكرة مئات المليارات من الدولارات كل عام، وكان على رأس مشروعات خطته، مشروع مدينة نيوم الذي وعد بأن المرحلة الأولى منه ستنتهي عام 2025 ثم ما لبث أن تراجع عن تلك الوعود الفضفاضة الكاذبة.
الغريب والعجيب والذي يؤكد على أن رؤية بن سلمان محض وعود خيالية لشغل الرأي العام حينها عن وقائع انقلابه بمساندة أبيه الملك سلمان، هو ما قامت به حكومة المملكة العربية السعودية خلال العامين الماضيين باستثمار عشرات المليارات من الدولارات في قطاعات اقتصادية داخل الولايات المتحدة الأمريكية، وهو ما كشفه لقاء الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب مع ولي العهد محمد بن سلمان، عندما أطلعه على قائمة الأسلحة التي بدأت الولايات المتحدة الأمريكية في تصنيعها خصيصا للملكة العربية السعودية، كما اعتبر الرئيس الأمريكي وقتها تلك كل تلك المليارات التي تضخها السعودية في الاستثمار الأمريكي ليست سوى فتات مما تملكه الملكة، وهي إذ تدفع ذلك فإن تحمي النظام من السقوط، وهو ما قابله بن سلمان حينها بابتسامة باهتة أخفى وراءها فشله الذريع في النهوض باقتصاد المملكة، وتخليصها من أزماتها الاقتصادية المتتالية منذ توليه ولاية عهد الملك سلمان.
لو كانت وعود محمد بن سلمان بتطوير اقتصاد المملكة، وتحقيق رؤيته الطموحة حسب زعمه، فلم يستثمر في قطاعات اقتصادية أمريكية،بدلا من الاستثمار في قطاعات الإنتاج داخل المملكة السعودية، في الوقت الذي ترتفع فيه معدلات البطالة لأرقام قياسية مقارنة بالأعوام الماضية، مقابل انخفاض نسبة البطالة داخل الولايات المتحدة الأمريكية بسبب دعم الرئيس الأمريكي السابق ترامب بمئات المليارات من الدولارات والتي قال أنه استثمرها في توفير فرص عمل لشباب أمريكا، حيث غرد ترامب على حسابه الشخصي على تويتر قائلا عند عودته من المملكة العربية السعودية: جئتكم بالوظائف! في إشارةٍ صريحة إلى العقود التي أبرمتها مع حكومة المملكة السعودية، والتي وصلت إلى 450 مليار دولار، في نفس الوقت الذي كان شباب المملكة يعاني فيه نقص فرص العمل في بلده، لعدم توفّر قطاعات إنتاجية قادرة على احتضانهم.
والسؤال الآن هل لا زال بن سلمان يراهن على وعوده الكاذبة على شعب المملكة، وهل الاستثمارات التي تم ضخها خراج الأراضي السعودية هي استثمارات باسم الشعب أم باسم ولي العهد وأبيه الملك سلمان؟
اقرأ أيضاً: السعودية تسجل إصابات بـ 11 مرضا معديا غير كورونا .. فما هي؟