معطيات متطابقة وخبرة منعدمة وخطة غير مدروسة .. هل تلحق رؤية 2030 برؤية 2006؟

معطيات متطابقة وخبرة منعدمة وخطة غير مدروسة .. هل تلحق رؤية 2030 برؤية 2006؟

معطيات متطابقة وخبرة منعدمة وخطة غير مدروسة .. هل تلحق رؤية 2030 برؤية 2006؟
معطيات متطابقة وخبرة منعدمة وخطة غير مدروسة .. هل تلحق رؤية 2030 برؤية 2006؟

تتمتع منطقة نيوم بمزايا عديدة تجعلها منطقة اقتصادية خاصة، لذا وضعها بن سلمان على رأس مشروعات رؤية 2030، لكنها لانعدام خبرته، وقصور تفكيره الاستراتيجي لم يسع للاستفادة منها كما ينبغي، فوهبها لصالح الاحتلال الإسرائيلي بشكل خفي تكشف عنه كل يوم وآخر تقارير ومراكز بحثية موثقة.

الرأي العام السعودي مال إلى البروباجندا الإعلامية التي افتعلها ولي العهد السعودي حول مشروع نيوم، لكن لم تمض على المدينة سنوات خمس حتى تحولت من إلى مدينة الحلم المنسي.

إن تاريخ المشروعات الكبرى في المملكة العربية السعودية أشبه ما يكون بتاريخ مشروعات أقرانها من الأنظمة المستبدة، التي تطلق مشروعات أشبه بالقنابل الصوتية، تحدث ضجة ولا تلمس لها أثرا، حيث أعلنت المملكة العربية السعودية لأكثر من مرة عن مشروعات ضخمة للبنية التحتية في المملكة، لكنها لا تلبث أن تعلن عنها وتبدأ أولى المراحل ثم تتركها على حالها، فلا هي توقفت عنها ولا هي انتهت منها، ومن بين تلك المشروعات:-

مشروع “برنامج المدن الاقتصادية” وهو البرنامج الذي سبق رؤية 2030، والذي أعلنت عنه المملكة السعودية عام 2006، والذب كان يستهدف وفقا لرؤيته حينها جذب 4.5 مليون ساكن في تلك المدن بحلول العام 2020، وأن يعتمد عليه في تنويع اقتصاد المملكة، بدلا من الاعتماد الكلي على النفط، لكن المشروع توقف فجأة ولم يكن حقق نجاحا يذكر، فلم يسكن سوى أربعة آلاف ساكن فقط.

الفشل في مشروعات 2006 جاء نتيجة نفس معطيات رؤية ولي العهد السعودي 2030، تفاؤل مفرط لا حدود له، رؤية هلامية خيالية، تكلفة عالية، خطة غير واضحة، أهداف غير مدروسة، لذا فليس من المنتظر أن يجني ولي العهد السعودي من مشروعات رؤيته الاقتصادية 2030 سوى ما جناه النظام السعودي من رؤية 2060، لكن معطيات الفشل في نيوم كانت أكثر مما سبق، حيث شهدت المملكة اضطرابات سياسية عكرت أجواء الاستثمار فيها، وأخافت المستثمرين مما اضطرهم إلى سحب استثماراتهم من المملكة، وعزوف من الخارج عن الدخول في أسواقها.

كذلك مثلت جريمة مقتل الصحافي السعودي جمال خاشقجي أزمة كبرى للمملكة، زادت من قبح صورتها عند الرأي العام العالمي، وقبل كل ذلك كانت عمليات التهجير القسري التي اعتمدتها بن سلمان لسلب منطقة نيوم من أهلها، سببا كبيرا في إظهار الوجه القبيح لنظامه، فقد قتل واعتقل وشرد المئات من الأسر، من دون أن يضع لهم خطة بديلة تستوعب أولئك المهجرين من بيوتهم وأرضهم. وهو ما كشف عن سجل حقوقي ملوث لولي العهد السعودي.

كذلك تصرفات ولي العهد السعودي القاصرة مع الكثير من رجال الأعمال في المملكة، والتي تسببت على سبيل المثال في توقف مشروع أطول برج في جدة أو ناطحة سحاب جدة، بعدما قام بسجن رجال أعمال مستثمرين أساسيين في هذا المشروع، بزعم مجابهة الفساد المستشري في المملكة.

كذلك حالة الانتقال بالمجتمع، من مجتمع محافظ إلى مجتمع معاصر كما يزعم بن سلمان، قد أحدثت حالة من النفور والعزوف عن الاستثمار من الكثير من رجال الأعمال الذين يرون تصرفات بن سلمان تصرفات عدائية متهورة بحق المجتمع وقيمه وتقاليده.

وحتى يومنا هذا تقف ناطحاب مركز الملك عبد الله المالي، والتي تضاهي ناطحات مركز دبي المالي العالمي، شاهدا على الفساد والرؤى الاقتصادية المتخبطة، حيث لا تزال تلك الناطحات برغم ما تكلفته من موازنة المملكة خالية من المستثمرين، وترجع الدولة هذا الفشل إلى أن طبيعة مدينة الرياض عاصمة السعودية لا تجذب المستثمرين الأجانب والغربيين، لذلك بادر بن سلمان ببناء مدينة نيوم. لتسمح لهم رؤيتها المنفتحة لممارسة حياتهم كما يحبون، وفقا لطباعهم وأعرفاهم التي تتنافى كليا مع أخلاقيات المجتمع السعودي، وتلك بالطبع كذبة يتوارى ورائها بن سلمان، بدلا من الاعتراف بالفشل.

فهل تنجح نيوم في تحقيق أهدافها، أم تلحق بما سبق من المشروعات الكبرى، لتطوى صفحتها في ذاكرة النسيان؟

شارك المقالFacebookXEmailWhatsAppLinkedIn
اترك تعليقاً