كل يوم يمر على المملكة العربية السعودية تتعرض فيه لخسائر أكبر مما سبقه، تصديقا لتوقعات كافة المحللين والمختصين حول فترة خضوع المملكة لقرارات وسياسات ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، التي تفتقد لمعايير الكفاءة والخبرة، حيث استيقظت المملكة اليوم بشعبها على بيان الحوثيين الذي أكدوا فيه استهدافهم لشركة أرامكو، وتكبيدها خسائر كبيرة، ليفتح هذا الاستهداف ملف حرب اليمن الذي حذر الجميع محمد بن سلمان منه لكنه أصر على حتى تورط وورط المملكة في مستنقع لم تستطع الخروج منه حتى يومنا هذا.
الأحداث الجارية أعادت إلى الأذهان ما كتبه كريستيان فايسفلوغ المراسل المختص في شؤون الشرق الأوسط، حول صناعة بن سلمان لأعداء للملكة خلال السنوات الأخيرة أجبرتها على التراجع عن مكانتها الإقليمية والدولية، والتي عددها كريستيان في الآتي:
مقتل الصحافي السعودي جمال خاشقجي الذي فضح سجل المملكة السعودية في ممارسة الاغتيالات، وتخويف المعارضين، ومحاربة حرية التعبير والكلمة داخل أراضيها وخارجها.
إبعاد كل من أحس منه المنافسة له، من ساحة العمل السياسي والاجتماعي، حيث أورد كريستيان بأنه اعتقل 20 أميرا من العائلة الحاكمة لأول مرة في تاريخها، غير آلاف المعتقلين من رجال العلم والصحافة والسياسة والاجتماع من رموز المجتمع السعودي، وكذلك عشرات القيادات والمسؤولين من الجيش ووزارة الداخلية الذي عرف عنهم ولاؤهم لابن نايف الذي أطاح به محمد بن سلمان ووضعه تحت الإقامة الجبرية، وكذلك الأمير أحمد بن عبد العزيز الأخ الأصغر لمحمد بن سلمان، بتهمة التواصل مع جهات خارجية، ودول أجنبية للتخطيط للانقلاب على نظام الحكم، وعلى رأس تلك الدول التي اتهمهم بالتواصل معها الولايات المتحدة الأمريكية التي بذل لها بن سلمان مئات المليارات من الدولارات لشراء حمايتها له.
استطرد كريستيان في ملف أمراء العائلة الحاكمة الذين قام محمد بن سلمان باعتقالهم، وقال إن بعضهم يواجه مصير السجن مدى الحياة، بعدما جرد بن سلمان الكثير منهم من مناصبهم، واستولى على أموالهم، ووضعهم تحت الإقامة الجبرية، وأطلق سراح بعضهم.
أما عن الواقع الاقتصادي فقد قال كريستيان: إن بن سلمان لا يسعى لتقوية الاقتصاد كما يزعم بقدر ما ينفذ مخطط الانفتاح الاجتماعي في المملكة بما يخالف عاداتها وتقاليدها وأخلاقياتها، حيث أجبر الشرطة الدينية على تراجع دورها، وفسح المجال أمام هيئة الترفيه التي أصبحت لها خصوصية أمنية لا يستطيع أحد من الشعب أيا ما كان قدر أن ينتقدها ولو بمنشور على صفحات التواصل الاجتماعي.
وعن ملف حرب اليمن، ذكر أن هذا الملف لم يكن يحظى بتأييد من أمراء المملكة ومسؤوليها، لكنه أصر دخول الحرب التي كبدت ولا زالت المملكة خسائر كبيرة.
كذلك تناول ملف حصار قطر الذي ورطته في دولة الإمارات العربية، ولم يجن بن سلمان من ورائه غير الخسران.
أما عن الملف الحقوقي في عهد بن سلمان فقد قال بأن حملة البطش لم تتوقف على الشيوخ والدعاة، الذين يصفهم بن سلمان بأنهم شيوخ الكراهية، بل شملت كافة الدعاة من كافة التيارات، ونساء وشابات معروفات بالعمل الحقوقي في المملكة تحت مظلة الدولة.
أما عن مصير حكمه فقد توقع لابن سلمان السقوط المدوي، واستدل بأن حالات الاعتقالات والسياسات المضطربة دليل على تخوفات تحيط به، وبخاصة من الرجل الأٌوى محمد بن نايف، والذي يحظى بتأييد خارجي وداخلي كبير، ومنافسه الآخر الأمير أحمد بن عبد العزيز الرافض الشرس لحرب اليمن، والذي يحظى أيضا بقبول دولي وإقليمي يفوق قبول بن سلمان.