هل غرقت خطط بن سلمان في مياه نيوم .. أم أن أسعار النفط داعبت مخيلته فتوقفت مشروعاته؟

هل غرقت خطط بن سلمان في مياه نيوم .. أم أن أسعار النفط داعبت مخيلته فتوقفت مشروعاته؟

هل غرقت خطط بن سلمان في مياه نيوم .. أم أن أسعار النفط داعبت مخيلته فتوقفت مشروعاته؟
هل غرقت خطط بن سلمان في مياه نيوم .. أم أن أسعار النفط داعبت مخيلته فتوقفت مشروعاته؟

في مقالة لها على موقع موقع “أويل برايس” الأمريكي، قالت الكاتبة إيرينا سلاف، إن حجم المشروعات التي يطرحها ولي العهد السعودي كل يوم وآخر، والتكلفة المرصودة لتلك المشروعات، تجعل من رؤية 2030 أكبر رؤية لتنويع اقتصاد دولة بالعالم، حيث رصد بن سلمان 500 مليار دولار لمشروع مدينة نيوم الذكية، و200 مليار دولار لمشروع الطاقة الشمسية، ومليارات الدولارات لصناعة البتروكيماويات.

وتساءلت سلاف إن كانت السعودية قادرة على تجميع قطع الخطة المتناثرة، وتحقيق عملية التحول من اقتصاد يعتمد على مداخيل النفط وفقط إلى اقتصاد متنوع قائم على قطاعات متنوعة، أم أن كل تلك المشروعات مجرد حملات إعلامية دعائية لاستهلاك الوقت وتسكين الجماهير، وهل الخطط التي وضعها بن سلمان حقيقية قابلة للتنفيذ، أم غرقت  في المياه المياه، وسوف تبقى حياة الشعب السعودي مرتبطة ببقاء النفط من عدمه؟

كما تناولت الكاتبة ما أعلنت عنه أرامكو عملاق النفط في المنطقة، بعدما أوقفت استثمارات بقيمة 20 مليار دولار وهو مشروع سيمبرا إنيرجي بورت آرثر، الذي يهدف إلى إنتاج الغاز المسال، كما أضافت أرامكو بأنها سوف تؤجل الاستثمار في مشروع التكرير والبتروكيماويات في ميناء ينبع، والذي رصدت تكلفته بنحو  20 مليار دولار، والسبب وراء وراء كل هذه القرارات هو توفير النقد.

جدير بالذكر أن صحيفة وول ستريت جورنال قد نقلت عن مصادر في الحكومة السعودية قولها: إنها لن تواصل مشروع الطاقة الشمسية بكلفة 200 مليار دولار بالتعاون مع سوفت بانك.

وتعتبر مدينة نيوم الذكية أهم مشروع في رؤية 2030، حيث يهدف المشروع إلى تقليل اعتماد السعودية على مورد النفط، لكن المفارقة أن خطط التنويع التي وضعتها الحكومة لتنويع الاقتصاد  تعتمد على موارد النفط، ولأن هذه الموارد قد تراجعت بسبب فيروس كورونا، وانخفاض الطلب العالمي على النفط، باتت كافة المشاريع مهددة بالفشل والتوقف.

كذلك أشارت الكاتبة إلى أن شكوك المختصين في مجالات الاستثمار تزايدت حول قدرة المملكة على استكمال مشاريع الخطط التي وضعتها، نظرا لارتفاع تكلفتها فوق قدرة المملكة المالية، في ظل حالة التردي الاقتصادي الذي تعانيه المملكة.

وعن شركة أرامكو قالت الكاتبة بأن تردي الوضع الاقتصادي أجبر المملكة السعودية على طرحها للاكتتاب العام عام 2019، حيث كانت الشركة ذات القيمة الأعلى عالميا، إلا أنها وبسبب تراجع أسعار النفط، انهارت حصتها أيضا، وليس الأمر مقتصرا على أرامكو، ولكن على كافة المشروعات التي تعتمد أولا وأخيرا على دخل أرامكو، والتي باتت تعاني من أزمة في السيولة على رغم تحقيقها للأرباح. 

كما أن الشركة قد أعلنت عن أنها ستجمد لعام آخر خططها لزيادة الطاقة الإنتاجية إلى 13 مليون برميل في اليوم، ولا يبعث القرار على الاستغراب في ظل حالة العرض والطلب العالمي ومنظور الطلب، ولكنها مع ذلك تعطي صورة عن أرامكو والرياض بأنها خطوة للوراء عن طموحات التنويع، وهذا تطور مهم جعل المراقبين يعبرون عن قلقهم من أن زيادة أسعار النفط قد تثبط من عزيمة المملكة لمتابعة خطط التنويع التي طرحتها رؤية 2030، بسبب الشعور بالرضا عن الوضع، وللتاريخ السابق الذي كان يدفع المملكة للتفكير بخطط التنويع وقت أزمات النفط، لتضعها على الرف مع تعافي سعر النفط.

شارك المقالFacebookXEmailWhatsAppLinkedIn
اترك تعليقاً