لماذا تتأجج صراعات الاقتصاد بين السعودية والإمارات في السر وتغيب في العلن؟ (1)

لماذا تتأجج صراعات الاقتصاد بين السعودية والإمارات في السر وتغيب في العلن؟ (1)

لماذا تتأجج صراعات الاقتصاد بين السعودية والإمارات في السر وتغيب في العلن؟ (1)
لماذا تتأجج صراعات الاقتصاد بين السعودية والإمارات في السر وتغيب في العلن؟ (1)

على رغم محاولة إظهار المودة والمحبة من وقت لآخر بينهما، فإن رائحة دخان تنتشر في أجواء العلاقة بين المملكة العربية السعودية، وبين الإمارات العربية، حيث تسعى المملكة السعودية إلى كبح جماح الإمارات، أحدث وأقوى شريك لدولة الاحتلال الصهيوني في المنطقة.

في الآونة الأخيرة قامت المملكة العربية السعودية، بتعديل قواعد الاستيراد من الخارج، سواء كان هذا الخارج مجلس التعاون الخليجي أو أية دولة أخرى، وفيما يتعلق بقواعد مجلس التعاون الخليجي، فقد اشترطت المملكة العربية السعودية، استبعاد أي منتج تم تصنيعه في المناطق الحرة، أو المناطق التي تستقبل المنتجات التي تصدرها دولة الاحتلال الصهيوني (سواء تحتوي على مكون مصنوع أو منتج في إسرائيل، أو تصنعه شركات مملوكة كليًا أو جزئيًا من قبل مستثمرين إسرائيليين، أو شركات مدرجة في اتفاقية المقاطعة العربية المتعلقة بإسرائيل)، كما أشارت المملكة إلى ضبط دخول المنتجات الواردة إلى المملكة، والتي لا يتم تصنيعها أو تجميعها داخل دول المجلس، حيث ستعتبرها المملكة منتجات أجنبية.

من المستهدف بالحملة؟

بعض أولئك الذين يتعاملون مع العمل السياسي بين الدول بالمنطق الحرفي، يظنون أن المستهدف من هذه الحملة هي دولة الاحتلال الإسرائيلي، وهو أمر مستبعد جدا، فالذي يرى ويسمع ما يجري في كواليس العلاقة بين السعودية ودولة الاحتلال الإسرائيلي يتبين له أن بن سلمان، يتودد إلى الاحتلال أكثر ما يتودد إلى أبناء شعبه، فمن أجل الاحتلال ينشيء نيوم، ويقابل نتنياهو ويعتقل أبناء المقاومة في السعودية، ويضيق الخناق على غزة، ويسلط دعاته على حركة المقاومة حماس، ويشرعن بكل وسيلة حق الاحتلال في الحياة، في الوقت الذي يتساقط فيه أبناء فلسطين شهداء كل يوم وآخر.

المدقق في واقع العلاقات الدولية للمملكة السعودية، سيتيقن أن المملكة تسعى إلى استهداف وتقويض تمدد الإمارات، واستحواذها على كبرى شركات العالم، وسيعلم أن ما قامت به المملكة هو خطوة ضمن خطة لتقييد الإمارات، ووقف نموها كي لا تبتلع المملكة،  ولكي لا تصير هي القوة الإقليمية الأولى في المنطقة، فتخطف الأنظار من السعودية الدولة الأكبر والأغنى.

إسرائيل على رغم سجلها الأسود ليست هي المستهدف من وراء تحركات بن سلمان، بل هو يحاول جاهدا أن يجعلها تنخرط في الوسط العربي شامخة عزيزة، ولو كان ذلك على حساب كرامة الشعوب العربية بأسرها، لكن الاحتمال الأكبر لتحركات بن سلمان في تعديل قواعد الاستيراد هو التنافس مع دولة الإمارات على الهيمنة الاقتصادية والسياسية على منطقة الخليج.

بين الإمارات وإسرائيل

العلاقة الوليدة في العلن بين الإمارات ودولة الاحتلال الصهيوني ليست بجديدة، وإنما قد برزت للعلن مؤخرا فحسب، فالإمارات تهدف من وراء تلك العلاقة أن تكون محركا لنمو اقتصادي متصاعد، ونفوذ سياسي كبير، يفوق كافة الدولة العربية الكبرى والصغرى، أما المملكة فهي لا تجد أمامها إلا أحد طريقين، إما أن تسير في ركب حزب التطبيع مع إسرائيل، وهو مالا تراه مناسبا حتى الآن لاعتبارات لم تفصح عنها، أو أن تلعب وفق قاعدة إن لم تلحق من سبقك فعطل مساره، لذا فهي تقوم حتى الوقت المناسب لتطبيع علاقاتها مع الاحتلال بتعطيل مسار تحسن العلاقات وتعمقها بين الإمارات ودولة الاحتلال، فالمملكة لا تحارب أو تكره الاحتلال، بل هي تحاول أن تنضم إليه اليوم قبل الغد، لكن حسابات ما تؤجل الإعلان النهائي العلني، هذا كي لا يظن أحد أن المملكة عفيفة متعالية على العلاقة مع دولة بني صهيون.

هذا الرأي الأخير هو ما رجحته مراكز أبحاث عالمية، منها على سبيل المثال، مركز موشيه دايان، بجامعة تل أبيب، حيث أوضح براندون فريدمان، أن السعودية تحاول معاقبة الأمارات بسبب اتفاقات إبراهام التي عقدها مع الاحتلال الصهيوني، حيث منحت تلك الاتفاقات دولة الإمارات ميزات اقتصادية وسياسية جعلتها إقليميا أقوى من السعودية، الأمر الذي أغاظ المملكة، فاضطرت إلى محاولة تعطيل تلك الاتفاقات حتى يحين وقت الاندماج فيها.

شارك المقالFacebookXEmailWhatsAppLinkedIn
اترك تعليقاً